نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 308
عمل أمير الدرعية بما أشارت عليه زوجته فتوجه إلى الشيخ ورحب به وأكرمه . وأمنه على نفسه وبشره بالنصرة والدفاع . يقول ابن بشر النجدي : " ثم أخبره الشيخ بما كان عليه الرسول الله ( ص ) وما دعا إليه وما عليه أصحابه رضي الله عنهم من بعده وما أمروا به وما نهوا عنه ، وإن كل بدعة بعدهم ضلالة . وما أعزهم الله به بالجهاد في سبيل الله وأغناهم به وجعلهم إخوانا . ثم أخبره بما عليه أهل نجد اليوم من مخالفتهم بالشرك بالله تعالى والبدع والاختلاف والجور والظلم . فلما تحقق محمد " يقول ابن بشر " معرفة التوحيد وعلم ما فيه من المصالح الدينية والدنيوية قال له : يا شيخ إن هذا دين الله ورسوله الذي لا شك فيه ، وأبشر بالنصرة لك ولما أمرت به والجهاد لمن خالف التوحيد . ولكن أريد أن أشترط عليك اثنين ، نحن إذا قمنا في نصرتك والجهاد في سبيل الله وفتح الله لنا ولك البلدان أخاف أن ترحل عنا وتستبدل بنا غيرنا . والثانية : إن لي على الدرعية قانونا آخذه منهم في وقت الثمار وأخاف أن تقول لا تأخذ منهم شيئا . فقال الشيخ : أما الأولى فابسط يدك . الدم بالدم والهدم بالهدم . وأما الثانية فلعل الله يفتح لك الفتوحات فيعوضك الله من الغنائم ما هو خير منها [8] . كان لاتفاق الشيخ والأمير والبيعة السياسية التي ربطت بينهما ، آثارها الواقعية والعملية ، تمثلت في وضع اللبنات الأولى لقيام الدولة السعودية الأولى ، وانتشار النفوذ السياسي لأسرة آل سعود على جميع قرى نجد ونواحيها . في الوقت الذي كانت فيه الدعوة " الوهابية أو السلفية " تنتشر بسرعة بين فئات واسعة من أبناء نجد خاصة ، يدعمها السيف في أغلب الأحيان ، وتخضع لها رقاب البدو مخافة القتل أو النهب . لأن شعار الحركة الناهضة " الدم بالدم والهدم بالهدم " الذي سيمثل على المستوى الواقعي