نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 29
لا علاقة لها بالمفهوم الحقيقي للاقتداء السلفي . وإنما لها علاقة وارتباط بالصراعات السياسية والمذهبية ، وأثر ذلك على نشوء الفرق والحركات . وإذا كان السلف هم المسلمون الذين عاشوا في القرون الثلاثة الأولى ، وإننا ملزمون باقتفاء أثرهم واتباع سبلهم وطرائق حياتهم الفكرية والعملية ، فإن ذلك لن ينجم عنه إلا الإيمان بكل الفرق والمذاهب والحركات التي ذكرها الشهرستاني في ملله ونحله . والتي حاول جهده أن يوصلها إلى ثلاثة وسبعين فرقة ، ليخرج منها فرقة " أهل السنة والجماعة " . باعتبارهم الفرقة الناجية التي ذكرها الحديث [16] ، والباقون في النار ؟ ! . وهذا المفهوم لن يستقيم لما يذهب إليه من اعتبروا أن السلف تيار أو فرقة مخصوصة من ضمن الفرق الإسلامية ، وأنهم المقصودون بالفرقة الناجية ؟ ! . وعليه فادعاء كون " السلفية " فرقة متميزة ، يعني تحديد مفهوم السلف في أشخاص معينين من الصحابة والتابعين ومن تبعهم إلى يومنا هذا . لقد ظهرت جل الفرق والحركات والمذاهب التي عرفها المجتمع الإسلامي ، خلال القرون الثلاثة الأولى . وكان فيما بينها من اختلافات الأصولية والفروعية ما أباح تجريد السيف وسفك الدماء وإباحتها ، وكفرت كل فرقة من ناوءها أو خالفها الرأي والمعتقد . لقد افترق المجتمع الإسلامي الأول مباشرة بعد وفاة الرسول ( ص ) إلى فرقتين ، فمن الصحابة من آمن بولاية علي بن أبي طالب ابن عم الرسول وزوج ابنته فاطمة ، لا على أساس القرابة وفضل الجهاد . وإنما على أساس النص والتعيين النبوي [17] ، بالإضافة إلى ادعائه عليه السلام نفسه بكونه الولي الشرعي المنصوص عليه من طرف الله ورسوله .
[16] فقد روي عن الرسول ( ص ) : " تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة كلها في النار حاشا واحدة فهي في الجنة " . [17] أنظر تعريف " الإمامية الاثنا عشرية " ضمن هذا الفصل .
29
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 29