نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 28
ومن بين الأسئلة الأكثر حرجا والتي لم تجد لها جوابا متكاملا ومقنعا ، واحتار زعماء هذا التيار في الماضي والحاضر في أن يجدوا لها حلا شافيا أو جوابا علميا . نذكر منها ما يخص تحديد مفهوم مصطلح " سلف " ودلالاته العملية والواقعية . ما المقصود بالخيرية التي ذكرها الحديث ، على فرض صحته ؟ وهل هذه الخيرية قصد بها بيان المنزلة الخاصة للذين عايشوا الرسول من الصحابة ، ومن عايشهم من التابعين ، الذين أتوا بعدهم ، لتوجيه الأنظار والتدليل على اتباعهم واقتفاء أثرهم في كل ما راموه من فعل أو قول ؟ لقد كان في الصحابة والتابعين المنافقون والفسقة ، ومنهم من انحرف زمن الرسول ، ومنهم من انحرف بعده ، واشتهر من بينهم الوضاعون والكذبة ، وارتد البعض منهم عن الإسلام وأصبح كافرا معلنا العداوة للإسلام وأهله ! ؟ . وقد توزع الصحابة في الأمصار وأحدثوا كثيرا من القضايا التي اختلف حولها المسلمون . وحارب بعضهم بعضا ؟ ! وعليه فمفهوم السلف هنا إذا قصد به الصحابة أو التابعون لهم . لا بد وأن يختص به جماعة أو أفرادا متميزين منهم ، من استقام على الإسلام ولم يبدل تبديلا حتى لقي ربه . ومعرفة هؤلاء ونعتهم بالأسماء مما اختلفت الأمة قاطبة حوله ، وافترقت الفرق من جراء الفصل فيه ! ؟ . لقد أختلف في تحديد الفترة الزمنية التي وجد فيها هؤلاء " السلف " الواجبي الاقتفاء والتقليد . فإن كان البعض قد حصرهم في التابعين وهؤلاء لم يكن أحد منهم حيا أواخر القرن الثالث ، فقد ذهب البعض الآخر إلى اعتبار السلف ما قبل القرن الخامس . ومنهم من أعطى مفهوم السلف بعدا نظريا لا علاقة له بالزمن أو فترة زمنية محددة ، فكل من سلك طريقا معينا في الأصول أو الفروع وبرع فيه حتى أصبح رائدا واتبعه الناس وقلدته العوام فهو من السلف ، وينتسب إليهم ، وإن كان هؤلاء قد وضعوا له محددات خاصة
28
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 28