نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 287
ولكنهم لن يتفقوا على كفر من خالف ذلك . فإن القدرية الذين يقولون إن أفعال الحيوان لم يخلقها الله ، أكثر من أن يمكن ذكرهم من حين ظهرت القدرية في أواخر عصر الصحابة إلى هذا التاريخ ، ثم قال : " وأعجب من ذلك حكاية الإجماع على كفر من نازع أنه سبحانه لم يزل وحده ولا شئ غيره معه ، ثم خلق الأشياء كما شاء " [104] . لقد أنكر ابن تيمية الإجماع الذي ذكره ابن حزم والقاضي بتكفير من نازع أنه سبحانه لم يزل وحده ولا شئ غيره معه ، ثم خلق الأشياء كما شاء وبعدما أورد كلام علماء الكلام والفلاسفة في هذه المسألة . انتهى إلى ما قرره الفلاسفة من أن الأشياء حادثة بالعين والجزئيات ولكنها قديمة بالنوع وسلسلة التوالدات ، وأكد ذلك بقوله : " ولكن فرق بين حدوث الشئ المعين ، وحدوث الحوادث شيئا بعد شئ " أي فالأول هو الحادث بعد أن لم يكن ، أما سلسلة الحوادث المتوالدة شيئا بعد شئ - على حد تعبيره - فهي قديمة مستمرة [105] . فابن تيمية الذي يكفر خصومه لأدنى المواقف الاجتهادية التي قد يخالفهم فيها ، يرى أنه لا يوجد إجماع من السلف وأهل السنة والجماعة على كفر من زعم أن الله وحده ليس خالق كل شئ . ودليله على عدم وجود هذا الإجماع أن القدرية يعتقدون - على حد قول ابن تيمية - أن أفعال الحيوان لم يخلقها الله . . . فلئن كان القدرية أو أي فئة أخرى غيرهم . يعتقدون أن ثمة خالقا سوى الله تعالى أوجد شيئا ما من العدم بقدرة مستقلة غير مستمدة من الله عز وجل ، فهو كافر بدون أي خلاف ولا ريب . غير أني - يقول البوطي - ما سمعت وما رأيت إلى هذا اليوم إن القدرية يعتقدون أن أفعال الحيوان لم