نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 27
نهاية القرن الرابع . كل ذلك وغيره جعل الدعوة إلى اقتفاء أثر السلف الصالح من ( الصحابة والتابعين ) تأخذ بعدا آخر ، أكثر عمقا وأبعد أثرا . لقد خطى المجتمع الإسلامي أشواطا بعيدة في المدنية ، جعل الدعوة لتقليد السلف في ملبسهم وسلوكياتهم العامة ، خطا أو تيارا خاصا متميزا في الوسط الإسلامي بجانب التيارات الأخرى . لكن هذه الدعوة ستأخذ ابتداء من القرن الرابع الهجري بعدا فكريا ونظريا ، بالإضافة للدعوة إلى الالتزام بما كان عليه الصحابة من مظاهر خارجية تمس الحياة اليومية الاعتيادية من ملبس ومأكل ، إلى اقتناء وتقليد آرائهم ومذاهبهم الفكرية والاعتقادية . لقد كانت هذه الحركة بداية تفجر الاختلاف الكبير حول مفهوم السلف وتحديد الفترة الزمنية التي يمكن أن يطلق عليها لغة واصطلاحا " السلف " ، ومن هم رجالات السلف الذين سنقتفي أثرهم ونعتنق آراءهم ومذاهبهم ؟ وهل يعتبر العلماء والفقهاء ممن ظهر مؤخرا ولم يلتقي بالتابعين ، " سلف " لنا يمكن الاقتداء بهم ، وقد أصبح للكثير منهم مكانة علمية مرموقة ، سواء في الفقه أو الحديث ، وباقي العلوم الإسلامية . كما حازوا احترام العامة فقلدوهم في كل ما يذهبون إليه من أفكار وفتاوى فقهية ؟ . وإذا كانت الخيرية قد اعتبرت في القرون الأولى خاصة ، بنص الحديث النبوي . فما قولنا فيمن جاء بعد تلك القرون ؟ . * الاختلاف حول مفهوم السلف والخيرية وتحديد الفترة الزمنية : إن تحول التقليد والاقتداء بالسلف وتطوره من مفهوم المتابعة السلوكية إلى المتابعة في الاعتقادات النظرية والفكرية ، قد فجر عدة مشاكل نظرية وعملية . خصوصا مع ظهور تيار خاص ، اتخذ من هذه المتابعة أو التقليد مذهبا مميزا عن باقي التيارات والفرق التي كانت تموج بها الساحة الفكرية الإسلامية .
27
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 27