responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 26


تحتها جبة صوف بيضاء ، وقال ، يا ثوري لبسنا هذا لله ( وأشار إلى جبة الصوف ) وهذا لكم ( وأشار إلى الخز ) فما كان له أخفيناه ، وما كان لكم أبديناه [14] . وفي رواية أخرى قال أخبرك إن الرسول الله ( ص ) كان في زمان مقفر جشب ، فإذا أقبلت الدنيا فأحق بها أبرارها لا فجارها ، مؤمنوها لا منافقوها ومسلموها لا كفارها " [15] .
من خلال هذه المحاورة التاريخية بين اثنين من أقطاب السلف وهما الإمام الصادق وسفيان الثوري وهو من كبار الزهاد في عصره ، يتبين لنا مدى التحول الذي بدأ يتجلى في الحياة الاجتماعية العامة لدى المسلمين . فلبس الخز من طرف الإمام الصادق إنما هو مسايرة لما عليه الأغلبية في لباسهم ، ونحن نعلم أن من الصحابة من لم يكن يلبس إلا المرقع من خشن اللباس ، وذلك للفقر الذي عاشه المسلمون الأوائل قبل الانتصار الكبير للإسلام . لذلك استنكر سفيان هذا اللباس وقال للإمام الصادق ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك .
لقد شهد عدد من المحدثين والفقهاء الاختلاف الذي سرى وتعمق في الحياة العامة للمسلمين والعرب منهم بالخصوص . وإنهم ابتدعوا كثيرا عما كان عليه السلف ( والمقصود به في ذلك الزمن الصحابة ) وكانت جل الملاحظات والانتقادات لا تعدو كما ذكرنا : طرائق الحياة من ملبس ومسكن ، وإن كان هناك تغير وتحول إن لم نقل انحراف عقائدي تزعمه ملوك بني أمية ، الذين حولوا الخلافة إلى ملك عضوض . لكن مع مرور الزمن وما عرفه المجتمع الإسلامي من أحداث جسام ، خصوصا على الصعيد السياسي وما نجم عنه من تقاتل وسفك للدماء . ونشوء الفرق السياسية بادئ الأمر ، والكلامية بعد ذلك ، وبداية التأسيس الحضاري في مجالات العلوم الدينية والعلمية ، والذي اكتمل بنيانه مع



[14] أسد حيدر ، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ، م 2 ص 302 .
[15] بداية الفرق نهاية الملوك ، الشيخ محمد رضا الحكيمي ، ص 71 .

26

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست