نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 266
وملابسهم ، وعندئذ نزل جبرئيل وقال للنبي ( ص ) إن الله تعالى يطلب حظه من هذه المزق فحمل جبريل واحدة منها ، وعلقها على عرشه تعالى ، ولهذا يلبس الصوفية المرقعات ويسمون أنفسهم الفقراء . قال ابن عطاء الله : ما كان الصوفية يلبسون الخرق ، وهأنذا أمامك فما تنكر من هيئتي ؟ ! . قال ابن تيمية : أنت من رجال الشريعة ، وصاحب حلقة في الأزهر . قال ابن عطاء الله : والغزالي كان إماما في الشريعة والتصوف على السواء وقد عالج الأحكام والسنن والشريعة بروح المتصوف وبهذا المنهاج استطاع إحياء علوم الدين . نحن نعلم الصوفية أن القذارة ليست من الدين ، وإن النظافة من الإيمان ، وأن الصوفي الصادق يجب أن يعمر قلبه بالإيمان الذي يعرفه أهل السنة . لقد ظهر بين الصوفية منذ قرنين من الزمان ، أشياء كالتي تنكرها الآن واستخفوا بأداء العبادات ، واستهانوا بالصوم والصلاة وركضوا في ميدان الغفلات . . . وادعوا أنهم تحرروا من رق الغفلات والأغلال ، ثم لم يرضوا بما تعاطوه من سوء هذه الأفعال ، حتى أشاروا إلى أغلى الحقائق والأحوال كما وصفهم القشيري الإمام الصوفي العظيم فوجه إليهم الرسالة القشيرية ، ترسم طريق الصوفي إلى الله ، وهي تمسكه بالكتاب والسنة . إن أئمة الصوفية يريدون الوصول إلى الحقيقة ، ليس فقط بالأدلة العقلية التي تقبل العكس ، بل بصفاء القلب ورياضة النفس ، وطرح الهموم الدنيوية ، فلا ينشغل العبد بحب غير الله ورسوله . وهذا الانشغال السامي ، يجعله عبدا صالحا ، جديرا بعمارة الأرض وإصلاح ما أفسده حب المال والحرص على الجاه والجهاد في سبيل الله . وقال ابن عطاء الله : إن الأخذ بظاهر المعنى يوقع في الغلط أحيانا يا فقيه ، ومن هذا رأيك في ابن عربي ، وهو إمام ورع من أئمة الدين ، فقد فهمت ما
266
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 266