responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 264


ابن تيمية أنا في هذه أتبع السنة الشريفة ، فقد جاء في الحديث الصحيح ( أعطيت الشفاعة ) وقد أجمعت الآثار [74] في تفسير الآية الشريفة * ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) * . على أن المقام المحمود هو الشفاعة .
والرسول ( ص ) لما ماتت أم أمير المؤمنين علي رضي الله عنهما ، دعا لها الله على قبرها : " الله الذي يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ، ووسع عليها مدخلها ، بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي ، فإنك أرحم الراحمين " [75] . فهذه هي الشفاعة ، أما الاستغاثة ففيها شبهة الشرك بالله تعالى .
وقد أمر الرسول ابن عمه عبد الله بن عباس ألا يستعين بغير الله .
قال ابن عطاء الله : أصلحك الله يا فقيه ، أما نصيحة الرسول ( ص ) لابن عباس فقد أراد منه أن يتقرب إلى الله بعلمه لا بقرابته من الرسول ، وأما فهمك أن الاستغاثة استعانة بغير الله فهي شرك ، فمن من المسلمين الذين



[74] هذا الإجماع غير متحقق لأن أصحابه من حشوية الحنابلة يفسرون المقام المحمود بأن الله جل شأنه سيقعد نبيه يوم القيامة معه على العرش ، وقد خالفهم في ذلك ابن جرير الطبري في تفسيره فهجموا على منزله وحدثت فتنة . كما أن تفسير الآية من القضايا المختلف فيها بين أهل السنة ( الأشاعرة ) والحنابلة لأنهم يرون أن المقام المحمود هو الشفاعة . وبذلك يعرف حقيقة قول ابن تيمية ( أجمعت الآثار ) . أنظر " الكامل " لابن الأثير ، حوادث سنة 317 ه‌ وما وقع بين أصحاب المروذي الحنابلة وغيرهم حول تفسير الآية .
[75] وهذا الحديث رواه الطبراني بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه في كلام طويل إلى أن قال عليه السلام : " الله الذي يحيي وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي ، فإنك أرحم الراحمين " . وكبر عليها أربعا وأدخلها اللحد هو والعباس وأبو بكر . كما رواه غيره كالحاكم في مستدركه والذهبي في سيرة أعلام النبلاء والمتقي الهندي في كنز العمال . والغريب في الأمر أنه معتمد من يجيز التوسل بالنبي وغيره من الأنبياء لأن عبارة الحديث صريحة في ذلك وقد انتبه أتباع ابن تيمية لذلك فلم يجدوا طريقا للتنصل من إفادة الحديث فراموا تضعيف سنده والطعن في رواته . لكن هيهات من أن تحجب الخفافيش ضوء الشمس الساطع .

264

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست