نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 25
بسرعة إلى حياة ذلك العربي المؤمن ، البسيط في لباسه وسكنه ومعيشته . فظهرت معالم التحول واضحة في المدن الجديدة التي اختارتها القيادات الإسلامية والعربية لتكون حواضر المدنية الجديدة . لقد بدا هذا التحول الشامل وكأنه انسلاخ عما ألفه العرب المسلمون الأوائل من أساليب الحياة ، والتي ربط البعض بينها وبين تعاليم الدين الجديد ، فشكل اللباس وطريقة الأكل والمسكن التي كان عليها الرسول وأصحابه الأول ، بدأت تنحصر وتتراجع لتنسخها طرق وأساليب حياة جديدة ومختلفة ، مستوحاة من طرائق الحياة لدى الأمم المفتوحة ، والتي اعتنق أغلب سكانها الإسلام . وأصبحوا مع مناطقهم الجغرافية يشكلون المجتمع الإسلامي الكبير . لقد انطلقت منذ ذاك الحين دعوات ونداءات من طرف بعض الناس ، تنبه لهذا التحول وتحذر منه ، وتدعو للرجوع إلى ما كان عليه الرسول ومجتمع الصحابة الأول . فأمام حركة الترف والتنعم بملذات الدنيا وخيراتها ، من امتلاك للمزارع الكبيرة ، وبناء الدور والقصور الفخمة ، واقتناء الجواري والعبيد والخدم والحشم الخ . . ظهر تيار مناهض لهذه المظاهر وندد بها ، داعيا للتقشف والزهد في الحياة الدنيا . على أن ذلك من صميم الدين وسيرة السلف الصالح ، وهناك محاورة بين الإمام الصادق وسفيان الثوري وكلاهما ينتسب لعصر التابعين ، تظهر لنا عدم تقبل الكثير من الملتزمين بالدين الجديد - خصوصا من العرب - بعض العادات الجديدة في الملبس والمأكل والمسكن . فقد دخل سفيان الثوري على الإمام الصادق عليه السلام وكان عليه جبة خز دكناء ، قال سفيان : فجعلت أنظر إليها متعجبا . فقال لي : يا ثوري . ما لك تنظر إلينا ، لعلك مما رأيت ؟ قال فقلت : يا بن رسول الله ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك . فقال لي : يا ثوري ، كان ذلك الزمان مقفرا مقترا ، ثم حسر عن ردن جبته وإذا
25
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 25