نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 249
مع الصوفية . فنراه يقول : " فالكلام الأول لابن تيمية ! وهو مثبت في أكثر من موضع في كتبه ورسائله . والكلام الثاني أيضا لابن تيمية ! وقد تكرر هو الآخر في أكثر من موضع في مؤلفاته . وقد رأيت كيف أن كلا منهما يناقض الآخر مناقضة حادة . . . فما تفسير ذلك وسببه ؟ لا أدري لذلك أي تفسير ولا سبب ، ولكني أعلم أنه ما منا إلا من رد ورد عليه إلا المعصوم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم [56] . ولكن الدكتور البوطي الذي يقف حائرا أمام هذا التناقض في كلام شيخ الإسلام لا يجد بدا من الرد عليه وعلى تلامذته منتصرا للتصوف وطرائقه ، عندما أخد على نفسه أن يعالج جذور الصراع بين هؤلاء السلفية والمتصوفة . يقول البوطي : إن هناك أعمالا ومسالك تربوية كثيرة أخرى يأخذ بها بعض الناس أنفسهم ، أو يسلكون فيها تلامذتهم ، ابتغاء تطهير النفس ما أمكن من هذه الرعونات ، وإخضاع القلب للمشاعر والمعاني الإيمانية التي أشرنا إليها ، لم يتمخض فيها وجه الصحة من حيث اتفاقها مع أحكام الشرع ، كما لم يتمخض فيها دلائل الحرمة أو البطلان من حيث مخالفتها لتلك المبادئ والأحكام . فكانت بذلك أمورا اجتهادية . . . فهذه المسالك والأعمال الاجتهادية ، التي تتخذ سبيلا إلى التحقق بجوهر الإسلام ولبه ، تضل سائغة ومشروعة ، شأنها كشأن سائر الفهوم والأعمال الاجتهادية الأخرى . ولا يملك صاحب رأي فيها أن يحتج بالرأي الذي انتهى إليه على ضلال الرأي الآخر الذي انقدح في ذهن صاحبه ، كما لا يملك صاحب هذا الرأي أن يبادله النظرة ذاتها . . . فمن ذلك التداعي إلى حلقات الذكر في أوقات محدودة ، وعلى نحو معين . فإن كثيرا ممن ينتسبون إلى المذهب المسمى " بالسلفية " ينكرون مثل هذا الذكر وينكرون على أصحابه ، وينسبونهم إلى الابتداع والضلال ، مستدلين