نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 248
وعليه فموقف السلفية اليوم الرافض للتصوف جملة وتفصيلا مذموم قطعا باعتراف ابن تيمية نفسه ، بل إنهم مخطئون ومبتدعون وضلال . وبذلك يبلغ الموقف أقصى درجات التناقض والتخبط . وإذا أراد الباحث أن يحقق في الأمر ليرسو على بر ، سيجد أن مصدر هذا التناقض الواقعي بين الأتباع والخصوم ، إنما مصدره كتابات الشيخ الحراني ومواقفه العملية . فقد ذكرنا سابقا أنه قد دارت بينه وبين الصوفية ملاحم وفتن خصوصا لما كان منفيا ، كما أن رأيه في ابن عربي والحلاج صريح فهو يكفر ابن عربي ، وهو من هو في التصوف وتاريخ القوم . كما ذم طريقة الغزالي وكان كثير التعرض له والوقوع فيه . كل هذا إلى جنب ما خطه يراعه في كتبه والتي ينبعث منها الهدوء والوصف الموضوعي والمعالجة العلمية الرصينة . ونعتقد إن ذلك مرده إلى نفسية الشيخ وطبعه فقد كانت تنتابه حدة ومزاج عصيب فينزل على خصومه لا يرى لهم في الحق نصيبا يذكر ، وربما كتب أو أفتى وهو متزن المزاج هادئ البال فيكون منه خلاف ما نطق أو أفتى به في حاله الأول . هذا من جهة أخرى فقد يلقي هذا التناقض الكبير في مواقف الشيخ وكتاباته ظلالا من الشك في كل ما ينسب إليه من رأي وضده . على اعتبار أن التعارض يفضي إلى التساقط . وعليه فإن كلا من السلفية والصوفية ليسوا على شئ في ما يدور بينهم من حرب ضروس . وإن كانت كفة أهل التصوف راجحة لأنهم في موقف من يدافع على نفسه أمام الهجوم السلفي الذي يصدر عن فتاوى الشيخ وآرائه ليضع القوم في خانة الابتداع والضلال أو الكفر . * البوطي يرد على ابن تيمية والسلفية : وقد انتبه لهذا التناقض والخلط في كتابات ابن تيمية ومواقفه الدكتور البوطي وهو يعالج بعضا مما اختلف فيه الشيخ مع أهل السنة في العقائد وكذا
248
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 248