نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 231
وجه من وجوه التفسير الجائز ، ثانيا لسد الباب أمام كل تفسير يفهم منه إن صفات الحق تشبه أو تماثل صفات الخلق . أما أن نقول إن له يدا حقيقية لكنها لا تشبه أيدينا فإنه ركوب الصعب والخوض في غمار لجج مظلمة لا يعرف أولها من آخرها . إن هذا المذاهب الجديد في قراءة الحشو سيبدو غريبا وغامضا وغير مفهوم لدى علماء أهل السنة القدماء والمعاصرين ، فالقدماء يصمونه بالتجسيم والتشبيه وإن تستر ب " بلا كيف " أو البفلكة " [34] . لأن صفات كاليد والرجل والنزول والجلوس موضوعة لغة على معانيها المتكيفة بكيفيات جسمانية . فاليد هي الجارحة المعروفة من الإنسان والحيوان ، وهكذا الرجل والقدم ، ومثلها النزول ، فإنها موضوعة للحركة من العالي إلى السافل ، والحركة من صفات الجسم ، فالكيفية مقومة لمعاني هذه الألفاظ والصفات فاليد والرجل بلا كيفية ليستا يدا ورجلا بالمعنى اللغوي المتبادر عرفا ، وعلى ضوء ذلك فليس هنا إلا سلوك أحد طريقين . 1 - جريها بنفس معانيها اللغوية التي تتبادر منها المفاهيم المتكيفة ، وهو نفس القول بالتجسيم . 2 - جريها بمفاهيمها المجازية ، ككون اليد كناية عن القدرة ، كما في قوله سبحانه : * ( بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) * فهذا هو قول المؤولة ، أو المعطلة اصطلاح ابن تيمية ، وليس هنا معنى ثالث ينطبق على ما يتبناه ابن تيمية ، وهو إجراؤها على الله بنفس مفاهيمها ، لكن من غير تكييف ، وذلك لما
[34] يقول الزمخشري في كشافه يهجو من يتستر بالبفلكة : لجماعة سموا هواهم سنة * وجماعة حمر لعمري موكفة قد شبهوه بخلقه فتخوفوا * شنع الورى فتستروا بالبفلكة أنظر ، شرح جوهرة التوحيد للشيخ إبراهيم اللقاني ، ص 115 .
231
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 231