responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 232


عرفت أن مفاهيمها متقومة بالتكييف والتمثيل ، فلو حذفنا الهيئة والكيفية من اليد ، فلا يبقى منها شئ . كما أنا حذفنا الحركة الحسية من النزول لا يبقى منه شئ . إلا إذا حملا على الكناية والتأويل . . .
وهو ما لا يقبله ابن تيمية وأتباعه . ولو صح حمل هذه المفاهيم عليه سبحانه بالتذرع ب‌ " بلا كيف " و " لا تمثيل " لصح توصيفه سبحانه بكل شئ فيه أدنى كمال ونقول : إنه جسم لا كالأجسام ، وله قلب لا كهذه القلوب ، وله لسان ناطق لا كهذه الألسنة [35] .
* تهافت البفلكة :
إن ما سيصل إليه هذا المجتهد الحنبلي هو التشبيه بعينه ، فهو يثبت الأعضاء والأجزاء كالتي للإنسان إلا أنه يقول : " هذا لا يشبه هذا ! فهل يا ترى وجد أحدا يقول بأن الله تعالى كبعض خلقه ؟ إن أكثر من قال بالتجسيم لم يقل بهذا . بل يكرر دائما * ( ليس كمثله شئ ) * ، ثم يثبت له تعالى ما أثبته ابن تيمية من الأعضاء والحالات . ثم يعود فيقول : ليست هي كأعضاء المخلوقات ، ولا كحالاتهم . لكن ابن تيمية لا يرى هذا من التشبيه بل هو عنده الاعتقاد الصحيح ، ويقول أن السلف إنما كانوا يذمون المشبهة الذين يقولون : بصر كبصري ، ويد كيدي ، وقدم كقدمي [36] .
لقد أعلن ابن تيمية مذهبه هذا ليس فقط في فتوى أهل حماه . بل نشر تفاصيله من على منبر الجامع وأثناء تدريسه . ولم يفهم منه العامة إلا التجسيم الذي هو أقرب إلى أذهانهم . فعندما قال : " إن الله ينزل إلى سماء الدنيا ، كنزولي هذا ونزل درجة على المنبر لم يقل بلا كيف ، أو بلا تمثيل ، لأنه كيف ومثل . وحتى لو قال ذلك فإن العامة لن تفهم ما يقصده من بفلكته تلك



[35] السبحاني ، م س ، ج 4 ، ص 121 - 122 .
[36] ابن تيمية ، م س ، ص 130 ، أنظر الفرقان بين الحق والباطل لابن تيمية .

232

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست