نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 230
* نفي التكييف أو " البفلكة " : وإذا كان المجسمة من حشوية الحنابلة يؤمنون بجري تلك الصفات على الله عز وجل بنفس حقيقتها اللغوية ، لكنهم يضيفون أن صفاته تعالى لا تشبه صفة خلقه ، فإن ابن تيمية سينحو في ذلك الاتجاه . إلا أنه سيبتدع فكرة نفي التكييف أو ما اصطلح عليه ب " البفلكة " أي بلا كيف . فالاستواء عند أسلاف ابن تيمية هو الجلوس والاستقرار على العرش والمماسة له ، وما يتبع ذلك من نزول وصعود كما جاء في الروايات التي يعتقدونها . أما عند ابن تيمية فإن ذلك الجلوس والاستقرار حقيقة ، لكنه جلوس واستقرار يليق بالذات الإلهية من غير تكييف ولا تمثيل . وإذا كانت هذه هي عقيدة السلف من الصحابة والأئمة وقد حكاها عنهم فإنه سيدعمها . بأدلة عقلية تمثلت في استدلاله بالقياس . فإذا كنا نقول في سائر الصفات كالحياة والعلم والقدرة ، بأن له سبحانه علم ليس كعلم البشر وحياة ليست كحياتهم ، فلماذا لا نقول أنه له عز وجل يدا ليست كاليد البشرية ووجها ليس يشبه وجه البشر . وهذا القياس الذي استند إليه ابن تيمية يشكل خطرا على العقائد فضلا عما أحدثه في الفقه من خلاف ومنازعات . بالإضافة إلى أن هذا القياس لا يقوم عند الاستدلال ، لأنه قياس مع وجود الفارق . فالصفات كالعلم والقدرة والحياة ، موضوعة لمعاني غير مقيدة بالجسمية أو المادة . أما الصفات التي وردت في الخبر كالوجه واليد والقدم فإنها موضوعة لكيفيات مادية محسوسة ومتجسدة ، في وجه الإنسان أو الحيوان وما أشبه . إلا أن تؤول أو تأخذ مفهوما مجازيا آخر ليس غريبا على لغة العرب بل درجوا على استعماله ، فاليد تأتي بمعنى الجارحة وتأتي بمعنى النعمة وكلا المعنيين جائز لغة ، والقرآن نزل بلغة العرب واستخدم الكثير من مجازاتهم وكناياتهم . لذلك فسر أهل التنزيه اليد وغيرها من الصفات الخبرية بما وجدوه في استخدام العرب ، أولا لأنه
230
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 230