نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 229
أهل السنة ، ممثلة في الأشعري وأصحابه والماتريدي ومن تبعه . أما الفريق الثالث : وهم حشوية أهل الحديث ، فإنهم يذهبون إلى أن آيات الصفات وجل الأحاديث الواردة في هذا الباب يجب أن تفهم على حقيقتها بغير تأويل . على أساس أن الكلمة المستعملة إذا كانت تحتوي على معنيين تصلح للدلالة على كل منها : أحدهما قريب للذهن والآخر بعيد ، يجب أن نحمل اللفظ على معناه القريب المتبادر إلى الذهن على سبيل المثال فإن الاستواء يطلق على التمكن من الشئ والجلوس عليه ويطلق كذلك على الاستيلاء . لكن دلالة الاستواء على الجلوس أقرب ، فيحمل اللفظ على معناه القريب . ويلزم هذا المذهب القول بالتجسيم ما دام لا يحتمل التأويل . وأقر به بعضهم كابن الزاغوني وابن حامد وابن مسنده ممن ينتسبون إلى المذهب الحنبلي ولم يخالفوا في أن يتصف الله بالجسمية [32] . ولما كان ابن تيمية صادرا عن هذا المذهب متشبعا بآرائه ، فإنه سيحاول الالتفاف على هذا القول الصريح في التجسيم . يقول في الفتوى الحموية : " ومذهب السلف بين التعطيل والتمثيل ، فلا يمثلون صفات الله بصفات خلقه ، كما لا يمثلون ذاته بذات خلقه ، ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ، فيعطلون أسماءه الحسنى يحرفون الكلم عن مواضعه . أما المعطلون ، - لا يقصد بهم المعتزلة أو الجهمية فقط بل كذلك كل من أول تلك الصفات من أهل السنة - فإنهم لم يفهموا من أسماء الله وصفاته إلا ما هو لائق بالمخلوق ، ثم شرعوا في نفي تلك المفهومات ، فقد جمعوا بين التمثيل والتعطيل ، مثلوا أولا وعطلوا آخرا . . . [33] .