نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 23
وابن المبارك النخعي ، والبخاري ومسلم وسائر أصحاب السنن دون من رمي ببدعة أو شهر بلقب غير مرضي مثل الخوارج والروافض والمرجئة والجبرية ، والجهمية ، والمعتزلة وسائر الفرق الضالة [11] وعليه فمفهوم السلف في أغلب التعاريف التي ذكرنا لا يشير فقط إلى مرحلة زمنية معينة اختلف في تحديدها . وإنما ارتبطت هذه الفترة الزمنية بمفهوم آخر هو الذي أعطى للفظ " السلف " و " السلفية " مفهومه الاصطلاحي وهو " الخيرية " . وهذا المفهوم إنما استنبط من حديث رواه كل من البخاري ومسلم ، فعن عبد الله بن مسعود قال رسول الله ( ص ) : " خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته " . * السلف والخيرية : انطلاقا من مضمون هذا الحديث - بصرف النظر عن صحته أو ضعفه - نرى أن رسول الله ( ص ) جعل خير الناس وأفضلهم ، معاصريه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، دون تحديد سبب لهذه الأفضلية أو الخيرية ، سوى ما هو متبادر من ظاهر الحديث ، قرب هؤلاء الناس من الرسول وتواجده بين ظهرانيهم ، فأفضلهم من عايشوا الرسول ( ص ) وهم الصحابة ، ثم من عايش الصحابة وهم " التابعون " ، ثم من عايش " التابعين " . وقد سمي هؤلاء التابعين - كما مر معنا في التعاريف - بالسلف الصالح . لكن الملاحظ إن هذه " الأفضلية " و " الخيرية " التي ذكرها الحديث مطلقة وتشمل كل من عاصر الرسول وأصحابه والتابعين ، دون تحديد . فهل يشير الحديث ضمنا إلى فئة أو شريحة متميزة من الناس لها مواصفات معينة وهي
[11] السلفية ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب . نقلا عن العقائد السلفية ، لأحمد بن حجر آل أبو طامي . ص 11 .
23
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 23