responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 203


حلقة الحسن البصري وخاطبه بأن هؤلاء - ويقصد ملوك بني أمية - يقتلون المسلمين ويقولون إن الله كتب علينا ذلك . فهل من يفعل ذلك يعتبر مؤمنا أم كافرا ؟ . تقول الرواية إن واصل ابن عطاء وكان من تلامذة الحسن قد استبق شيخه في الإجابة ، وقال إن من يرتكب ذلك - أي كبيرة القتل - لا يعد مؤمنا ولا كافرا إنما هو في منزلة بين المنزلتين . وقام واعتزل حلقة الحسن البصري [200] .
كما أن يوحنا الدمشقي الفيلسوف المسيحي الذي اعتزل خدمة الأمويين - وقد كان محاسبا لمعاوية - كان يقول ويدعي أن الإسلام ليس إلا عقيدة الجبر . ولا شك أن هذه العقيدة المنحرفة أخذها وسمع بها في بلاط معاوية أثناء خدمته ، فمعاوية كان يعتقده - أي الجبر - فعلا ويعتبره من عقائد الإسلام ، لذلك لما سألته أم المؤمنين عائشة عن سبب تنصيب ولده يزيد خليفة على رقاب المسلمين أجابها : " إن أمر يزيد قضاء من القضاء وليس للعباد الخيرة من أمرهم " . [201] .
إن الكم الهائل من أحاديث الجبر التي وضعها أتباع الأمويين وبتشجيع منهم ، لم تجد طريقها فقط نحو متون الأحاديث وموسوعاته . بل تحولت مع مرور الأيام وبعد أن تلقاها الفقهاء والمحدثون بالقبول إلى عقيدة الجماهير



[200] ويروى أن عطاء بن يسار ومعبد الجهني قالا للحسن البصري : " هؤلاء الملوك يسفكون دماء المسلمين ويأخذون أموالهم ، ويقولون : " إنما تجري أعمالنا على قدر الله " ؟ !
[201] ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ج 1 ص 167 ، بتوسط السبحاني ، ج 1 ص 240 ، ويذهب الشيخ أبو زهرة إلى أن الجبر قد شاع في أول العصر الأموي وكثر حتى صار مذهبا في آخره . وبين أيدينا رسالتان لعالمين جليلين عاشا في أول العصر الأموي ذكرهما المرتضى في كتابه " المنية والأمل " . إحداهما لعبد الله بن عباس يخاطب جبرية أهل الشام وينهاهم عن هذا القول ويقول فيها : " أما بعد أتامرون الناس بالتقوى وبكم ضل المتقون ، وتنهون الناس عن المعاصي وبكم ظهر العاصون ، يا أبناء سلف المنافقين ، وأعوان الظالمين وخزان مساجد الفاسقين ، هل منكم إلى مفتر على الله يجعل إجرامه عليه سبحانه وينسبه علانية إليه . . . " أنظر المذاهب الإسلامية ، ص 172 .

203

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست