responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 202


فجعل لا يمكنه حجة عليهم وأوهم أن المنكر لفعله ، قد ظلمه فقال أو لم يزني ربي أني أهلا لهذا الأمر ، ما تركني وإياه . ولو كره الله ما نحن فيه لغيره . ومرة ثانية لا يجد حجة لسلبه الخلافة من بني هاشم ، فيضيف الأمر إلى الله تعالى وإرادته " أنا خازن من خزان الله تعالى ، أعطي من أعطاه الله ، وأمنع من منعه الله تعالى ، ولو كره الله أمرا لغيره . . .
ومرة أخرى يقول : " إنما أقاتلكم على أن أتأمر عليكم . وقد أمرني الله عليكم " ، وحدث من ملوك بني أمية مثل هذا القول [198] . وعليه فكل ما فعله معاوية من سفك للدماء المحرمة ، وقتل الأبرياء من الصحابة وغيرهم ، والظلم الاجتماعي الفظيع الذي ساد فترة حكمه . كان قدرا من الله وليس لمعاوية دخل فيه ولا إرادة . بل إن الله سبحانه وتعالى حسب قول معاوية ، راض عن هذا الظلم - سبحانه - إذ لو لم يرضاه لغيره . أنظر إلى قوله : " لو كره الله أمرا لغيره " ؟ وهو سبحانه لم يغيره إذا وحسب عقيدة الجبر فإنه فعله وإرادته ؟ ! وهل يستطيع أحد أن يعترض على إرادة الله ومشيئته .
لقد قتل بنو أمية الألوف من المسلمين ظلما وعدوانا ، ونهبوا وسرقوا أموال المسلمين ، كل ذلك تحت مظلة الجبر ، والحق أن هذه العقيدة الفاسدة لم تكن سوى " دعوة سياسية استخدمها بنو أمية ضد العلويين وضد جمهور المسلمين كله " [199] . وفي هذه الفترة بالذات وضعت أحاديث الجبر ، والتي تلقفها الحشوية وملأوا بها مصادرهم ، ليعتبر أئمتهم من بعد واعتمادا عليها ، إن الجبر هو عقيدة الإسلام فيقررونه ويعتمدونه .
والأدلة على انتشار القول بالجبر في عهد الأمويين وتشجيعهم له كثيرة جدا ، لدرجة أن الأمر استفحل وأوجد فتنة كبيرة بين العامة والخاصة .
والمؤرخون للفرق الإسلامية يعزون ظهور فرقة المعتزلة عندما دخل رجل إلى



[198] نشأة الكفر الفلسفي في الإسلام ، م س ، ج 1 ص 231 - 232 .
[199] المرجع السابق ، ص 232 .

202

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست