responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 204


العامة من المسلمين ، حيث ملأت عليهم وجدانهم لقرون متعددة . ولقد بدأ صبح هذا الليل الجبري الطويل ينبلج شيئا فشيئا مع رفض بعض العلماء والفقهاء والمفكرين من أهل السنة والجماعة تقليد الآباء في هذه المسألة ، والدعوة إلى عقيدة الاختيار والمسؤولية ، وتبيان الحد الفاصل بين الجبر والاختيار في الحياة الإنسانية .
يقول محمد الغزالي المفكر الإسلامي المعاصر : " لقد شاء الله - لحكمة لا نعلمها - أن يخلقنا ويكلفنا ، وقال في وضوح : * ( خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ) * " فجاء من يزعم أن الحياة رواية تمثيلية خادعة ! وأن التكليف أكذوبة ! وأن الناس مسوقون إلى مصايرهم المعروفة أزلا طوعا أو كرها ! وأن المرسلين لم يبعثوا لقطع أعذار الجهل ، ومنع الاحتجاج المرفوض ، بل المرسلون خدعة تتم بها فصول الرواية أو فصول المأساة . ! .
والغريب أن جمهورا كبيرا من المسلمين يجنح إلى هذه الفرية ، بل إن عامة المسلمين يطوون أنفسهم على ما يشبه عقيدة الجبر ، ولكنهم حياء من الله يسترون الجبر باختيار خافت موهوم .
وقد أسهمت بعض المرويات في تكوين هذه الشبهة وتمكينها ، وكانت بالتالي سببا في إفساد الكفر الإسلامي ، وانهيار الحضارة والمجتمع .
إن العلم الإلهي الذي ذكرنا شموله وإحاطته وصاف كشاف . يصف ما كان ويكشف ما يكون ، والكتاب الدال عليه يسجل للواقع وحسب ! لا يجعل السماء أرضا ولا الجماد حيوانا ، إنه صورة تطابق الأصل بلا زيادة ولا نقص ، ولا أثر لها في سلب أو إيجاب .
وعندما يذكرنا ربنا بهذا كله فلكي يكشف لنا جانبا من عظمته حتى نقدره حق قدره .
وعندما نتعلم من أن ما نجهل من مستقبل ، هو مكشوف لديه فليس معنى هذا أن الامتحان الذي نتعرض له صوري وأننا مسوقون إلى هذا المستقبل

204

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست