نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 201
فإن المصادر الحديثية لدى أهل السنة والجماعة لم تخل من هذه الأحاديث التي تدعو للجبر صراحة ، منها ما رواه الترمذي عن عبد الله بن عمر بن العاص قال : " خرج علينا رسول الله ( ص ) وفي يده كتابان فقال : أتدرون ما هذان الكتابان ؟ قلنا : لا يا رسول الله إلا أن تخبرنا . فقال للذي بيده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا . وقال للذي في شماله : هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا . قال أصحابه : ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه ؟ فقال : سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة ، وإن عمل أي عمل ، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار ، وإن عمل أي عمل ، ثم قال رسول الله ( ص ) بيده فنبذهما ثم قال : فرغ ربكم من عمل العباد . فريق في الجنة وفريق في السعير [197] . * الأمويون وعقيدة الجبر : إن هذه الأحاديث التي تدعو إلى عقيدة الجبر وتجعلها عقيدة إسلامية يرجع المحققون وضع أغلبها زمن الأمويين ، لأنهم وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان كانوا فرسان هذه العقيدة والداعين لها . فالجبر كما قيل أموي والدليل على ذلك ما تمتلئ به بطون الكتب التاريخية من أن ملوك بني أمية هم أول من دعى إلى عقيدة الجبر ، ونشرها بين العامة ، وشجعوا أعراب الرواة على الكذب على رسول الله ووضع الأحاديث في الجبر . يقول الدكتور علي سامي النشار : " كان معاوية يعلن الجبر في الشام . ثم حدث رأي المجبرة من معاوية ، لما تولى على الأمر ورآهم لا يأتمرون بأمره
[197] جامع الأصول ، ج 10 ص 513 ، رقم الحديث 7555 ، بتوسط السبحاني ، ج 1 ص 157 .
201
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 201