نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 181
تأويل لهذه الصفة وغيرها يليق بتقديسه سبحانه وتنزيهه عن مشابهة خلقه ، رفض الحشوية ذلك التأويل ووصفوا أصحابه بالجهمية المعطلة . يقول الشيخ الكوثري : والمجسمة يحملون الضحك والعجب والتبشيش على إبداء الأضراس واللهوات وفغر الفم وكثر الأسنان ونحو ذلك جريا على الوثنية الأولى بعد الإسلام [153] . واستدل ابن خزيمة بما ورد من أن الله بصير ، على أن له عينين ، قال : " نحن نقول : لربنا الخالق عينان يبصر بهما ما تحت الثرى وتحت الأرض السابعة السفلى وما في السماوات العلى وما بينهما من صغير وكبير . إلى أن قال : كما يرى الله عرشه الذي هو مستو عليه . وبنو آدم وإن كانت لهم عيون يبصرون بها فإنهم إنما يرون ما قرب من أبصارهم مما لا حجب ولا ستر بين المرئي وبين أبصارهم . . . واستطرد في ذكر نواقص عيون بني آدم ثم قال : فما الذي يشبه - يا ذي الحجا - عين الله الموصوفة بما ذكرنا ، عيون بني آدم التي وصفناها بعد [154] . والحقيقة أن الإنسان ليصاب بغم شديد وحزن طويل ، عندما ينسب مثل هؤلاء إلى العلم ويعتبرون من الأئمة . ولقد صدق من قال إن الأعور في بلد العميان ملك . ويذكر كذلك عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( ص ) : " لما تجلى ربه للجبل رفع خنصره وقبض على مفصل منها ، فانساخ الجبل ، فقال حميد : أتحدث بهذا ؟ فقال : حدثنا أنس عن النبي ( ص ) وتقول : لا تحدث به " [155] . لقد كانت في هذا الإمام الحشوي غفلة بالغة ، ولم يتجنب الحقيقة من وصفه " بالجاهل كما مر معنا فهو يرد على من استنكر عليه حديثه ، وفيه ذكر ليس
[153] الأسماء والصفات ، م . س ، ص 478 ، أنظر الهامش . [154] المرجع نفسه ، ص 50 - 51 ، بتوسط السبحاني ، ج 1 ص 138 . [155] نفسه ، ص 113 .
181
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 181