نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 138
وأنه أمتحن كما أمتحن غيره ، وأن عذابه كان أقل من غيره خلافا لما يدعيه الحنابلة . كما لم يكن أحمد وحيد المحنة بل شاركه فيها جملة من شيوخه وعلماء عصره . لقد أوذي كثير من العلماء في محنة القول بخلق القرآن ، ولقي كثير منهم عنتا كثيرا . يقول صاحب النهج الأحمد : وقد يكون ما لقيه بعض العلماء أكثر مما لقيه الإمام أحمد بن حنبل ، فالتاريخ يحدثنا أن قوما من العلماء امتحنوا بهذه المقالة فثبتوا على رأي أهل الحق ، فأمر بإدخالهم السجن ، ويحدثنا التاريخ أنهم بقوا في السجن حتى انتهى زمن المحنة كله ثم أطلق سراحهم ، والتاريخ يحدثنا أن قوما آخرين ماتوا في السجن . والتاريخ يحدثنا أن إماما من هؤلاء الأئمة الأبرار دخل على الخليفة فامتحنه فتشدد في الاستمساك بالعروة الوثقى ( ؟ ) وأغلظ القول للخليفة ونال منه ، فقتله الخليفة بيده . . . كما يحدثنا الذهبي وغيره أن أبا نعيم الفضل بن دكني امتحن في هذه المحنة ، وأنه وقف من الدعاة إليها موقفا عجيبا . وأنه قال حين سألوه عن رأيه : والله إن عنقي لأهون من زري هذا ، ثم قطع زره ورماه ، وقال عنه أحمد : لقد قام في أمر الامتحان بما لم يقم به غيره [52] . ويحدثنا الذهبي وغيره أن أبا عمر الحارث بن مسكين أخذ في المحنة وحبس دهرا طويلا ، ولم يخرج من السجن حتى مات القائمون بها وأفضى الأمر إلى المتوكل على الله فعرف له موقفه فأخرجه من السجن وولاه قضاء مصر [53] . لذلك من الخطأ أن تقترن محنة خلق القرآن باسم أحمد بن حنبل فقط ، ويغض الطرف عن غيره ، وقد أصاب مقدم كتاب " النهج الأحمد " عندما
[52] مجير الدين عبد الرحمن بن محمد العليمي ، النهج الأحمد في تراجم أصحاب أحمد ، عالم الكتب بيروت ، ط 2 1984 م ، ج 1 ص 25 . [53] المرجع السابق ، ج 1 ص 26 .
138
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 138