responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 130


بينه وبين خلقه ، لضعف آرائهم ونقص عقولهم وجفائهم عن التفكر والتذكر ، وذلك أنهم ساووا بين الله تبارك وتعالى وبين ما أنزل من القرآن فأطبقوا مجتمعين واتفقوا غير متعاجمين على أنه قديم أول لم يخلقه الله ويحدثه ويخترعه . . .
وقد قال الله عز وجل في محكم كتابه الذي جعله لما في الصدور شفاء وللمؤمنين رحمة وهدى * ( إنا جعلناه قرآنا عربيا . . . ) * [ الزخرف : آية 3 ] : فكل ما جعله الله فقد خلقه . قال : * ( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور . . . ) * [ الأنعام : آية 1 ] . وقال عز وجل : * ( كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق ) * [ طه : آية 49 ] : فأخبر أنه قصص لأمور أحدثه بعدها وتلا به متقدمها . وقال تعالى : * ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) * [ فصلت : آية 1 - 2 ] . وكل محكم مفصل فله محكم ومفصل والله محكم كتابه ومفصله فهو خالقه ومبتدعه . ثم هم الذين جادلوا بالباطل فدعوا إلى قولهم ونسبوا أنفسهم إلى السنة ، وفي كل فصل من كتاب الله قصص من تلاوته مبطل لقولهم ومكذب دعواهم يرد عليهم قولهم ونحلتهم ، ثم أظهروا مع ذلك أنهم أهل الحق والدين والجماعة . وأن من سواهم أهل الباطل والكفر والفرقة ، فاستطالوا بذلك على الناس ، وغروا به الجهال حتى مال قوم من أهل السمت الكاذب والتخشع لغير الله والتقشف لغير دين الله إلى موافقتهم عليه ، ومواطأتهم على سئ آرائهم تزينا بذلك عندهم وتصنعا للرئاسة والعدالة فيهم ، فتركوا الحق إلى باطلهم ، واتخذوا دون الله وليجة إلى ضلالتهم فقبلت بتزكيتهم لهم شهاداتهم ونفذت أحكام الكتاب بهم على دغل دينهم ونفل أديمهم وفساد نياتهم ويقينهم ، وكان ذلك غايتهم التي إليها أجروا وإياها طلبوا في متابعتهم والكذب على مولاهم ، وقد أخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه ، أولئك الذين أصمهم الله وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب

130

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست