نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 12
هزيلة ، بل نكاد لا نعرف شيئا عن المذاهب الإسلامية خارج إطار أهل السنة والجماعة . إن هذه الاختلافات الفروعية والأصولية التي شغلت أبناء الصحوة الإسلامية مبكرا ، كانت تبشر بأزمة خطيرة بدأت ملامحها تظهر وتتعمق ، ليس فقط على مستوى التعدد الحركي أو الانتماءات السياسية ، ولكن في التمزق الفكري الديني . كل شاب يختار الالتزام بتعاليم الدين عليه أن يقرأ الكتب الإسلامية في العقائد والفقه بمفرده ، أن يدرس ويفهم ثم يختار ويطبق ما توصل إليه من مفاهيم وآراء في العقيدة وفي الإسلام ككل . ويهون الخطب لو كان الأمر ليقف عند هذا الحد ، بل يتجاوزه في أغلب الأحيان ، لأن ما سيتوصل إليه هذا الشاب الملتزم سيتحول إلى ميزان وقانون يحاكم به المجتمع والأفراد من حوله . فمن قبل بما توصل إليه من آراء وفتاوى فهو على الحق ، ومن خالفه فهو بالتأكيد على الباطل ؟ ! . من هنا بدأ التمزق يغزو كيان الصحوة الإسلامية داخل كل بلد ، وتعددت الخلافات وكثرت الأحكام الفقهية المتناقضة والمتضاربة . وفتح باب الاجتهاد على مصراعيه أمام أبناء الصحوة دون شرط أو قيد ، سوى امتلاك كتب الحديث النبوي والقدرة على القراءة والفهم . وبين عشية وضحاها يصبح الشاب المراهق فقيها مجتهدا ، يقضي في الدماء والأعراض والأموال . ولنا أن نتصور ماذا كانت النتيجة ، ظهور مذاهب فقهية وأصولية بعدد أبناء الصحوة ، لأن كل ملتزم أو متدين يلتحق بصفوف الصحوة هو مشروع فقيه مجتهد ، ومفكر إسلامي يحمل هموم الأمة الإسلامية ويفكر في إيجاد الحلول لمشاكلها المستعصية ! ! . هذا التخبط والاختلاف العقائدي والفقهي العقيم الذي بدأ يمزق جسد الصحوة الإسلامية كان سببا في انتشار موجة من القلق الفكري والروحي داخل صفوف أبناء الصحوة ، دفع البعض إلى التحرر تدريجيا من الالتزام
12
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 12