نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 13
الديني والتوجه نحو الانشغالات الدنيوية ، والنظر إلى " الإسلام الجديد " بنوع من الحذر والريبة . ومنهم من هرب قاصدا الطرق الصوفية على اعتبار أن التعبد هو الحقيقة الوحيدة التي لا يمكن أن يختلف حولها مع تجنب بعض مظاهر الشرك . وبقيت فئات عريضة داخل هذه البؤرة تتخبط في الاختلاف والتناقض وتتوزعها كيانات فكرية وحركية لا تتوقف عن الانقسام والتكاثر ، كل كيان يسفه أحلام خصومه ، بل يكفرهم ويرمي بهم بعيدا عن جماعة المسلمين . الواقع أنني كنت ممن اكتوى بنار هذا الاختلاف وأصابه شرر من لهيبها المتطاير ، أيام بل شهور وشهور من القلق الفكري والعقائدي كادت أن تعصف بكياني الإيماني والالتزامي . لكن العناية الإلهية أدركتني في الوقت المناسب فانتشلتني من هذا التخبط الذي حشرت فيه ، وأمدتني بالقوة والعزم الكافيين لمواصلة مسيرة البحث والدراسة لمعرفة أسباب الخلاف وعوامله ومن يقف وراءه . فعقدت العزم لدراسة المذاهب الإسلامية المتعددة والتعرف على رجالاتها وكتبهم والبحث عن الدراسات المهمة التي تعالج قضية المذهبية وتاريخ المذاهب . ولما لم يكن ذلك متيسرا في وطني لقلة المراجع والمصادر الخاصة بالمذاهب الإسلامية المختلفة قررت السفر إلى الشرق لتحقيق هذا الغرض . لن أسترسل في ذكر تفاصيل أسفاري وقراءاتي وتخصصي في علم الاجتماع الديني ، لكنني قد أكون اكتشفت حقائق كثيرة كانت غائبة عني وعن أبناء جيلي من أبناء الصحوة . منها أن العالم الإسلامي لا تتوزعه جغرافية سياسية فقط ، وإنما هناك جغرافية مذهبية وأيديولجية كذلك . حدود خفية ودقيقة يتم الحفاظ عليها وحراستها أكثر من الحدود السياسية الجغرافية . فالجزائر مثلا كان أريد لها أن تصبح سلفية ؟ ! . فكان ذلك وأغرقت الأسواق بالمنتجات الفكرية السلفية التي غذت نهم أبناء الصحوة للمعرفة . ولبست
13
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 13