responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 114


والمعتزلة وإن كانوا يؤمنون بخلق القرآن ويعتقدون ذلك ، فإن عدم مؤازرة خلفاء بني العباس قبل المأمون لهم كانت حاجزا يمنعهم من نشرها . كانت مسألة صفة كلام الله وارتباطها بخلق القرآن من أهم المسائل التي فجرها المعتزلة وعضدهم الخليفة المأمون ، فدعوا الفقهاء وعلماء أهل الحديث إلى اعتناقها ، فكانت المحنة التي أودت بحياة بعض الفقهاء والمحدثين . وتعرض البعض الآخر منهم للضرب والتنكيل والسجن ، كان من بينهم أحمد بن حنبل الذي سيكشف زوال هذه المحنة زمن المتوكل على شهرته وزعامته لطائفة أهل الحديث .
وهناك قضايا أخرى أثارها المأمون وتبعه فيها من جاء بعده لكنها لم تشتهر عنه كما اشتهرت مسألة خلق القرآن . من هذه القضايا انتصاره للعلويين بعدما نكل بهم آباؤه وأجداده . فكان يحن إليهم ويصلهم بالعطايا ، وسبب ذلك يرجع لحبه الإمام علي بن أبي طالب . فقد كان يحبه ويفضله على جميع الصحابة ، وقد أمر مناديه أن ينادي بأن أفضل الخلق بعد رسول ( ص ) علي بن أبي طالب . وأن لا يذكر معاوية بخير [21] . بل إن حبه للعلويين سيدفعه إلى محاولة إرجاع الخلافة لهم . فقد أخذ البيعة للإمام الرضا ثامن أئمة الشيعة الإمامية من بعده ، رغم رفض الإمام ( ع ) لها . ومهما تكن الأسباب والدوافع الحقيقة لهذا الفعل ، لكن أثره سيكون عميقا فيما بعد لأنه سيعضد فكرة اغتصاب الخلافة ودعوى الإمامية بأحقيتهم في الولاية والإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وفي ( سنة 210 ه‌ ) أمر المأمون برد فدك إلى أولاد فاطمة عليها السلام وكتب بذلك إلى قتم بن جعفر عامله على المدينة كتاب



[21] أسد حيدر ، ج 3 ص 490 . وفي سنة 313 ه‌ نادى منادي المأمون برأت الذمة من أحد من الناس ذكر معاوية بخير أو قدمه على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . . وأمر بلعنه على المنابر فأعظم الناس ذلك وأكبروه واضطربت العامة منه فأشير عليه بترك ذلك فأعرض عما كان هم به . أنظر مروج الذهب ، ج 4 .

114

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست