نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 113
الخلافة - في ولدي حتى يغلب على عزهم الحمر الوجوه ، الذين كأن وجوههم المجان المطرقة " . . . وكان مما فعله المعتصم متمما لاعتماده على الأتراك أن كتب إلى واليه على مصر كيدر ، واسمه نصر بن عبد الله ، يأمره بإسقاط من في الديوان من العرب ، وقطع أعطياتهم ( 20 ) . وهذا الصراع القومي العنصري الذي عرفته الساحة الإسلامية في عصر أحمد سيكون له تأثيره الكبير على القضايا العلمية . كما أن شعور العرب بشكل عام بتراجع دورهم السياسي والاجتماعي والعسكري سيدفع البعض للقيام بحركة مناهضة ، خصوصا على مستوى الفكر . حيث نشرت أحاديث متعددة في مدح العرب ونسبت إلى الرسول ( ص ) منها ، قوله ( ص ) : " أحب العرب لثلاث ، لأني عربي ، والقرآن عربي ، ولسان الجنة عربي " . وغيرها من الأحاديث التي تمجد العرب وترفع من شأنهم . وقد اعتبرت عروبة أحمد بن حنبل فيما بعد منقبة نشرها أصحابه واعتزوا بها ، بل جعلها بعضهم إحدى المرجحات الأساسية لاتباع مذهبه . ومن الأحداث المهمة الأخرى التي عايشها أحمد بن حنبل ، بل وارتبط اسمه بها هذه المرة أكثر من غيرها . قضية أو فتنة " خلق القرآن " التي استطاع المعتزلة أن يقنعوا بها المأمون ، فتبناها وحاول فرضها على الفقهاء والعلماء ، خصوصا من كان منهم ضمن السلك القضائي أو في مدارس الدولة أو تحت إشرافها . ومسألة القول بخلق القرآن ليست وليدة عصر المأمون ، فقد أعلنها أول مرة كما تقول كتب علم الكلام ، الجعد بن درهم وقتل بسببها على يد خالد بن عبد الله القسري والي العراق في عهد الأمويين . وبقيت هذه الفكرة بعد مبتدعها في طي الكتمان حتى ازدهر الفكر الاعتزالي ونشطت حركته في العهد العباسي .
( 30 ) أحمد أمين ، ظهر الإسلام ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط 5 ، 1969 م ، ج 1 ، ص 7 - 8 .
113
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 113