نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 10
الدنيا ، وأنه - أي ابن تيمية - نزل درجة من على المنبر قائلا كنزولي هذا . وتابع الحاضرون نقاشاتهم بين مستنكر لما قاله ابن تيمية وبين معلق عليه . . . لم أكن أعرف وقتها أن هناك صراعا عقائديا مريرا بين هؤلاء الطرقيين وبين المذهب الفقهي والأصولي المنتشر في جزء كبير من شبه الجزيرة العربية ، لأنني كنت في بدايات تحصيلي العلوم الدينية . كما أن الكتب التي كانت تغزو الساحة آنذاك ومن بينها فتاوى ابن تيمية لم تكن تدعو لمذهب فقهي أو أصولي معين ، أو معروف لدى أبناء الصحوة الإسلامية . وإنما هي دعوة للتشبث بالسنة النبوية والعمل بمقتضاها ورفض التقليد في الدين . وقد واكب ذلك انتشار كبير لآراء وفتاوى تخالف المذهب المالكي وأشهرها القبض في الصلاة بدل الاسبال . أما الحوارات الفقهية والأصولية التي كانت تدور في ساحات الجامعة وداخل الفصول ، فكانت تثير الكثير من التساؤلات ، وذلك لوجود طلبة ممن لديهم اطلاع جيد على العلوم الإسلامية . فالآراء الجديدة كانت تجد معارضة قوية ويتحول النقاش في أحيان كثيرة إلى خصام واتهام الطرف الآخر بالجهل وقلة الاطلاع . وبعد ذلك ينقسم الطلبة إلى تيارين مختلفين ومتنافسين ، ويبدأ كلا الفريقين في الدعوة لاختياراته الفقهية بالخصوص وتكثير الأتباع . لقد شاركت في الكثير من هذه الحوارات والنقاشات الساخنة ، وانتصرت لبعض الآراء الفقهية معتمدا على ما تجود به المكتبات من كتب حديثه طبعت في بيروت والقاهرة وفي بعض الأحيان في السعودية ، ولم نكن نعرف عن أصحابها شيئا اللهم إلا ابتدائها ببسم الله الرحمان الرحيم ، واحتضانها عشرات الأحاديث النبوية والآيات القرآنية ! ؟ . كنا نعتقد ونحن نناقش ونجادل أن حججنا قوية بما فيه الكفاية ، وأن المخالف لنا إنما هو معاند ومكابر ، متشبت بتقليد الآباء والأجداد دون علم أو تحقيق . لكن أحدا منا لم يكن يخطر بباله أن حقائقه الجديدة التي يدعو لها
10
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 10