نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 89
يخفى على مثلكم أن عهد النبي الزاهر هو عهد التشريع فإذا كان الأمر كذلك ، فمن الذي جعل الاجتهاد فريضة ؟ ولو تركنا التقليد جانبا لوجدنا أن الاجتهاد في اصطلاح المسلمين هو الذي فرض الاجتهاد ، حيث صار لفظ الاجتهاد في عرف العلماء مخصوصا ببذل المجتهد وسعة في طلب العلم بأحكام الشريعة ، كما ذكر أبو حامد الغزالي في المستصفى ، والآمدي في الأحكام مجلد 4 صفحة 141 ، وقد شاع هذا الاصطلاح لدى علماء مدرسة أهل البيت الكرام بعد القرن الخامس ، كما ورد في كتاب مبادئ الأصول للعلامة الحلي . انعدام الحاجة إلى الاجتهاد مثل أستاذي الكريم يعلم علم اليقين أن الله تبارك وتعالى قد أنزل القرآن تبيانا لكل شئ على الإطلاق ، وإذا كنا لم نلمس ذلك فلأن تغطية القرآن بالبيان لكل شئ عملية فنية تماما ، فبالرغم من تبحرك في علوم معينة إلا أنك لا تستطيع أن تجري جراحة للعين ، ومن هنا اقتضت حكمته تعالى وجود ( عبد ) ليبين للناس ما أنزل إليهم من ربهم ، ولينقل الكتاب من الكلمة إلى الحركة ، ومن النظر إلى التطبيق ، نقلا قائما على الجزم واليقين لا على الفرض والتخمين . وبالفعل قام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بهذه العملية عبر دعوة قادها بنفسه ، ومن خلال دولة ترأسها بنفسه . وبعد أن تم ذلك أعلن الله كمال الدين وتمام النعمة ، ولأن عملية البيان مستمرة إلى يوم القيامة عين الله مرجعية فردية ، ومرجعية جماعية تساعد المرجعية الفردية ، وأمر الناس باتباع المرجعية الفردية المختصة بالبيان ، وأمر المرجعية الجماعية بمساعدة المرجعية الفردية ، ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى . ومن هنا يتبين لأستاذي الفاضل أن الإسلام يتلخص شكلا ومضمونا بكلمتين كتاب الله المنزل ، وبيان النبي لهذا الكتاب . والقياس الموضوعي لمعرفة المتقيدين بالإسلام هو الموالاة ، فلو زعم زاعم أنه مؤمن بالقرآن ، ومتبع لبيان النبي ، ولكنه لا يريد أن يوالي النبي فزعمه مردود عليه .
89
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 89