نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 464
حقها في الحكم ، لتثبت القوة المتغلبة لمن حضر وللأجيال اللاحقة أنها وحدها هي صاحبة الحق بالحكم ، أو بتعبير أدق لإضفاء الشرعية على حكمها ! وجاء اللاحقون فاندهشوا من عظمة أولئك الذين وحدوا الأمة بالقوة ، وقهروا أعداءها ، فهاموا بهم ، واعتبروا أفعالهم سنة واجبة الاتباع ، وخلطوا بين القوة المتغلبة وبين الدين نفسه ، فالقوة المتغلبة طوال التاريخ والدين وجهان لعملة واحدة ، فهم يسمون النظام السياسي في الإسلام نظام الخلافة ، فإذا قلت لهم : الخلافة تعني سياسيا خلافة النبي ، فإذا كان نظام الخلافة هو نظام الإسلام فما هو النظام الذي طبقه النبي قبل قيام دولة الخلافة ؟ بهتوا ولعنوك واتهموك بالرفض أو التشيع أو بهما معا ! ! وقد يتهموك بالكفر ! ! ! 49 - الغالب هو المبين وهو الولي وهو الإمام لقد نجحت القوة المتغلبة بابتزاز حق الإمام بالولاية ، وعطلته عن بيان ما تختلف فيه الأمة بعد النبي كما أمر النبي ، وحالت بينه وبين تطبيق المنظومة الحقوقية الإلهية على الوجه الأمثل ، وحرمت البشرية من علمه وهداه وعدله وآرائه ، واستولت القوة المتغلبة على السلطة بالقوة ! فكيف دبرت أمرها ؟ ومن الذي قادها ؟ زعيم الفئة المتغلبة هو الذي يحكم أمة محمد أو يعين لها من يحكمها ، فهو وليها بدل النبي ، وبدل الولي ، وهو خليفة نبيها وهو إمامها وهو قدوتها ، وهو مرجعها الديني ، فقد يجلس مقام النبي رجل صالح كأبي ، وكعمر ، وقد يجلس مقام النبي فاسد كيزيد ، والعبرة هو من يغلب ، فمن يغلب فهو القائم مقام النبي ! ! غلبت بطون قريش فرأست رجالها الثلاثة الأفذاذ . أبا بكر وعمر وعثمان ، وغلب معاوية فترأس ، وسلم مفاتيح الغلبة لابنه من بعده فترأس ، ثم غلب مروان بن الحكم فترأس ، وتناقل أولاده مفاتيح الغلبة ، فسادوا وترأسوا ، ثم غالبهم العباسيون
464
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 464