نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 461
قال ابن عباس : لن أعمل حتى تخبرني بالذي في نفسك . قال عمر : ما تريد إلى ذلك ؟ قال ابن عباس : أريده ، فإن كان شئ أخاف منه على نفسي خشيت منه عليها الذي خشيت ، وإن كنت بريئا من مثله علمت أني لست من أهله ، فقبلت عملك هنالك ، فإني قلما رأيتك طلبت شيئا إلا عاجلته . فقال عمر : يا ابن عباس إني خشيت أن يأتي علي الذي هو آت ( يعني الموت ) وأنت في عملك فتقول هلم إلينا ، ولا هلم إليكم دون غيركم ، إني رأيت رسول الله استعمل الناس وترككم . قال ابن عباس قلت : والله قد رأيت من ذلك فلم تراه فعل ذلك ؟ قال عمر : والله ما أدري أضن بكم عن العمل فأهل ذلك أنتم ، أم خشي أن تبايعوا بمنزلتكم منه فيقع العتاب ولا بد من عتاب . وقد فرغت لك من ذلك . 46 - خلاصة القصة إن عمر من فرط حرصه على مصلحة المسلمين وكراهيته لجمع الهاشميين النبوة والخلافة معا يريد حتى بعد موته أن يتأكد بأن الهاشميين لن يحكموا بعده أبدا ، وبالتالي لا بد من إبعادهم عن الولاية والأعمال حتى لا يستغلوا هذه الأعمال والولايات بعد موت عمر فيدعون الناس لمبايعتهم ! ! ! راجع كتابنا نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام صفحة 270 وما فوق . وقد كرست دولة الخلافة كل وسائل إعلامها ومواردها لترسيخ هذه الأفكار في أذهان الناس وتنفيرهم من قيادة أهل البيت ، ووضعت بديلا لذلك قيادة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم . حتى تلخص الموقف بسؤال وخيار محدد : فإما الثلاثة وإما أهل البيت ، فاختار الناس الثلاثة ، لأن وسائل إعلام الدولة وكل مواردها قد خصصت لإخفاء الشرعية على الواقع التاريخي ، ولترجيح كفة أولئك الذين أسسوا النظام التاريخي على كفة أهل البيت !
461
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 461