نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 454
وفق توجيهاته ، وبالتالي فإنه هو الذي يعين الخليفة ، وهو القادر على تقريع الخليفة ، وعلى أن يتفل في قراراته ويمحوها إن لم يرها مناسبة ! ثم هو الذي يحدد من يتولى الخلافة من بعده ! ثم إنه وحده الذي يستطيع أن يحظر على المسلمين كتابة ورواية أحاديث النبي ولا يجرؤ أحد أن يعترضه ! ثم إنه بالقوة كون لنفسه مهابة حتى صارت أفعاله وأقواله وتقريراته سنة فعلية لها من المهابة أكثر مما لسنة النبي ! ! ! فقد يعترض على النبي ويقول للنبي نفسه ، أنت تهجر ! ! ومع هذا لا يندهش أحد ، ولا يلومه أحد ، ولا يعلق على هذه الحادثة أحد ، كأن قول عمر ( رضي الله عنه ) هو القول الفصل ! ! ! قالوا عن النبي إنه كان يسب ويلعن ويشتم من لا يستحقها ! وقالوا عن النبي إنه كان يسقط من آيات القرآن ! وقالوا عن النبي إنه يتكلم بالغضب والرضا ولا ينبغي أن تحمل كل أقواله على محمل الجد ! وقد وثقنا ذلك ، وقد نقلوا هذه الأقاويل ببساطة وهي عند الله عظيمة ، ومع هذا لم يقل أحد عن عمر شيئا ! إن له مكانة تفوق مكانة الأنبياء في قلوب شيعة الخلفاء ، مع أن عمر ( رضي الله عنه ) لا يمكن أن يقبل ذلك لو كان حيا . 40 - مقاصد عمر ( رضي الله عنه ) شريفة كما يبدو واضحا أن عمر ( رضي الله عنه ) كان يقصد مصلحة الإسلام ، ومصلحة المسلمين . ومن المؤكد أنه يؤمن إيمانا كاملا بأن الرسول قد بلغ الناس القرآن الكريم كما أوحي إليه من ربه . ولا شك ولا ريب عند عمر بذلك . فالرسول لا ينطق عن الهوى بما يتعلق بالقرآن . لكنه كما يبدو يؤمن إيمانا مطلقا أنه ما عدا القرآن الكريم ، فإن كل أقوال الرسول وأفعاله وتقريراته تصدر عن الرسول بصفته الشخصية كبشر ، وأن ما يصدر عن الرسول يحتمل الخطأ ويحتمل الصواب ، وعمر وحده هو القادر على تمييز الخطأ من الصواب ! !
454
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 454