نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 449
والتخطيط المحكم والتدبير المتروي لإعداد القوة ، والإخراج المتقن ، حتى يكون ابتزاز الحق بأقل كلفة ممكنة ، وبدون معارضة تذكر ! وهذا ما تعهد به وأعد له عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، فاستجابت له بطون قريش ، وبدأ به عمر والنبي بكامل عافيته ، ثم أعلن ذلك ، ودخل بمواجهة علنية صاخبة حول هذا الموضوع مع النبي نفسه ، ولكن عندما كان على فراش الموت عندما قال النبي لمن حوله : قربوا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتصدى عمر للنبي وقال : ( حسبنا كتاب الله ) وردد الحاضرون من حزب عمر قائلين : القول ما قاله عمر ! ! هل نبتت هذه القناعة في قلوبهم من لحظتها ! ! ما المنفر من قول رسول الله : قربوا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ! ! وما هو المقنع في قول عمر : ( حسبنا كتاب الله ) ! ! ثم من الذي جعل عمر بمستوى النبي ! ! وما الذي ميزه عن النبي حتى يرجح قوله بقول النبي ! ! ويتبع ويعصي النبي ! ! ! إن هذا لأمر عجاب ! ! ! ولا جواب مقنع على هذه التساؤلات سوى التخطيط المسبق ، والتدبير السابق ، والاتفاق المبيت لتجريد الإمام من ولايته ، وابتزاز حقه على حد تعبير معاوية ، وطمس فضله والاستيلاء على السلطة بالقوة والتغلب ! وما هذه المواجهة مع النبي إلا مقدمة لما سيأتي ، واستعراض للقوة التي تم إعدادها بالفعل ، وتنفيذ للخطة التي رسمها ! وقد وثقنا أكثر من مرة تفاصيل مواجهة عمر بن الخطاب وحزبه للنبي في الحجرة المباركة . إذا فإن الوسيلة الوحيدة لإلغاء الترتيبات الإلهية المتعلقة برئاسة الدولة وتجريد الولي من حقه الشرعي بالولاية ، هي القوة والتغلب !
449
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 449