نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 399
ورأت فئات من الأمة أن النجاة من الغرق لا تتحقق إلا بالركوب بسفينة نوح ، وهم أهل البيت ، وأن الخلاص من التيه لا يدرك إلا بنجوم الهدى وهم أهل البيت ، ولا يكفي الحب المجرد لأهل البيت ، بل إن الموالاة هي الطريق الفرد للتعبير عن هذا الحب ، والموالاة تعني أن الأمة لن تقبل إلا قيادة أهل البيت ، فهم القيادة بالنص الشرعي وقد تبنت الشيعة هذه الأطر . وأدركت السلطة خطورة هذه الدعوة ، فصبت جام غضبها على من يحب أهل بيت محمد ومن يوالي أهل البيت ، وأشاعت أن الذين ينادون بولاية أهل البيت هم الذين شقوا عصا الطاعة ، وفرقوا الجماعة ! وأن هؤلاء القوم مجوس وكفرة ، فنفر الناس من كلمة التشيع حتى ليقال للإنسان أنه كافر أخف وأهون عليه من أن يقال أنه متشيع وموال لأهل بيت محمد ، فكلمة الشيعة ترادفت في أذهان العامة من المسلمين مع أسوء الصفات البشرية ، فالعامة من المسلمين لا يستغربون أن يكون الإنسان مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا أو قوميا أو شيوعيا لكنهم يستغربون أن يكون الإنسان من شيعة أهل البيت ! ! والسبب في ذلك أن الحكام المتغلبين قد قهروا أهل البيت بعد ابتزاز حقهم طول التاريخ ، ومع أن أهل البيت لا يشكلون خطرا على الحكام ، لكنهم قدروا أن الخطر الحقيقي يأتي من أولئك الذين آمنوا بعدالة قضية أهل البيت وهم الشيعة ، فسخر الحكام كل وسائل إعلامهم ، وكل موارد الدولة لتشويه سمعة أولئك الذين يوالون أهل البيت ، واختلق الحكام وأعوانهم الأكاذيب ، وصوروا من يوالي أهل البيت وكأنه العدو اللدود لدين الإسلام ، وأحيانا كان الحكام يدسون عملاءهم في صفوف الشيعة ، ويختلق هؤلاء العملاء الأحاديث والقصص الكاذبة ، وينسبونها لأهل البيت لتنفير الناس من أهل البيت ! ! لقد استطاعت وسائل الدعاية والتربية أن تخلق قناعة كاذبة ، وأن تغرس هذه القناعة بالعقل الباطن لعامة المسلمين ، ولكن مع جو الانفتاح والتحرر الذي ساد العالم
399
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 399