نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 39
أضف إلى ذلك أن أخبار الثقلين المتضافرة تدلنا على أن القرآن كان مجموعا على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على ما سنشير إليه . تعارض روايات الجمع مع الكتاب : إن هذه الروايات معارضة بالكتاب ، فإن كثيرا من آيات الكتاب الكريمة دالة على أن سور القرآن كانت متميزة في الخارج بعضها عن بعض ، وأن السور كانت منتشرة بين الناس ، حتى المشركين وأهل الكتاب ، فإن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد تحدى الكفار والمشركين على الإتيان بمثل القرآن ، وبعشر سور من مثله مفتريات ، وبسورة من مثله ، ومعنى هذا أن سور القرآن كانت في متناول أيديهم . وقد أطلق لفظ الكتاب على القرآن في كثير من الآيات ، وفي قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ) وفي هذا دلالة صريحة على أنه كان مكتوبا مجموعا لأنه لا يصح إطلاق الكتاب عليه وهو في الصدور ، بل ولا على ما كتب في اللخاف والعسب ، والأكتاف ، إلا على نحو المجاز والعناية ، والمجاز لا يحمل اللفظ عليه من غير قرينة ، فإن لفظ الكتاب ظاهر في ما كان له وجود واحد جمعي ، ولا يطلق على المكتوب إذا كان مجزءا غير مجتمع ، فضلا عما إذا لم يكتب وإنما كان محفوظا في الصدور فقط . مخالفة أحاديث الجمع مع حكم العقل : إن هذه الروايات مخالفة لحكم العقل ، فإن عظمة القرآن في نفسه ، واهتمام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لحفظه وقراءته ، واهتمام المسلمين بما يهتم به النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وما يستوجب ذلك من الثواب ، كل ذلك ينافي جمع القرآن على النحو المذكور في تلك الروايات ، فإن في القرآن جهات عديدة كل واحدة منها تكفي لأن يكون القرآن موضعا لعناية المسلمين وسببا لاشتهاره حتى بين الأطفال والنساء منهم ، فضلا عن الرجال ، وهذه الجهات هي : 1 - بلاغة القرآن : فقد كانت العرب تهتم بحفظ الكلام البليغ ، ولذلك فهم يحفظون أشعار الجاهلية وخطبها ، فكيف بالقرآن الذي تحدى ببلاغته كل بليغ ، وأخرس بفصاحته كل خطيب لسن ، وقد كانت العرب بأجمعهم متوجهين إليه سواء في ذلك مؤمنهم وكافرهم ، فالمؤمن يحفظه لإيمانه ، والكافر يتحفظ به لأنه يتمنى معارضته وإبطال حجته .
39
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 39