نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 292
فإن معارضتهم لا قيمة لها ، ولا جدوى عملية منها ، ولا تشكل خطرا على سلطة فتية قائمة ، ارتبطت بوجودها شبكة من المصالح . وفي حالة استمرار معارضة الآل الكرام ، فيغدو من واجب السلطة الحاكمة أن تقومهم باللين ، وأن تردهم إلى طريق الجماعة ، فإن استعصى تقويم الآل الكرام ، فلا حرج على ولي الأمر الحاكم الفعلي الغالب من أن يسحق الآل الكرام ، وأن يحرق عليهم بيوتهم عند الاقتضاء ، وتلك رسالة ضمنية لمن تسول له نفسه معارضة الغالب . هكذا قدرت قيادة البطون الموقف ، ورسمت أهدافها على هذا الأساس ، وأخذت تتحين الفرص لترجمة هذه الأهداف . 18 - الفرصة الوحيدة هي تنصيب خليفة النبي قبل أن يفرغ الآل الكرام من تجهيز جثمان النبي ومواراته في ضراحه الأقدس ، وهكذا يتم التنصيب في غياب الآل الكرام ، وتتجنب البطون مواجهة معهم غير مضمونة النتائج ، لأن منطق الآل الكرام ليس كمنطق البطون ، وحجة الآل الكرام ليست كحجة البطون ، وهيبتهم ونفوذهم وتاريخهم ليس كهيبة البطون ونفوذها وتاريخها ، وموقع الآل الكرام في المنظومة الحقوقية الإلهية ودعم النصوص لهم ، ليس كموقع بطون قريش ودعم النصوص لها . وباختصار شديد إما أن تغتنم البطون هذه الفرصة الوحيدة بالذات فتقيم ملكها ، وترغم أنف خصمها ، وإما أن تضيع هذه الفرصة وكل الفرص اللاحقة وإلى الأبد ! فإذا بايعت الجموع علي بن أبي طالب وهو فتى ، فسيحكم طويلا ، وسوف يأسرها بعلمه وعدله ورجولته ومكانته الشرعية ، وبعد عمر طويل فسيموت علي ويأتي الحسن بن علي على قدر ، وتكون الأوضاع مستقرة والحسن إمام بالنص ، فهل يقوى ابن عمر أو ابن أبي بكر على منافسة ابن محمد وسيد شباب أهل الجنة ؟ ! ! ! وهكذا يذهب المجد من البطون ، ويختص الآل الكرام بالنبوة والملك معا ! !
292
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 292