نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 279
بطون قريش تعترض ما أن سمع عمر بن الخطاب جملة رسول الله هذه ، حتى وقف محتجا : لا حاجة لنا بهذا الكتاب ، ( حسبنا كتاب الله ) إن النبي قد غلب عليه الوجع ، حسب الرواية الأولى والثالثة والسادسة ، وحسب الرواية الثانية فقالوا : هجر رسول الله ، وحسب الرواية الرابعة فقالوا : ما شأنه أهجر ؟ استفهموه ! وحسب الرواية الخامسة فقالوا : ما له أهجر ؟ استفهموه . من الذي قال إن النبي قد هجر - حاشا له - لا أحد في الدنيا كلها يجرؤ على مواجهة رسول الله بهذه الكلمة غير عمر ، ولكن إشفاقا من الرواة لم يسندوا هذا القول لعمر ، ومع هذا فقد ذكر صاحب تذكرة الخواص السبط بن الجوزي في صفحة 64 من تذكرته ، وأبو حامد الغزالي في صفحة 21 من كتابه سر العالمين ، أن عمر بن الخطاب هو وحده الذي قال : إن النبي يهجر . 4 - وانقسمت الأمة إلى فريقين بسبب جملة واحدة قالها رسول الله في بيته ، قسم عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) الحاضرين إلى قسمين : القسم الأول وهم حزبه الذين جاءوا معه ، وهم يعارضون بشدة أن يتكلم الرسول ، أو أن يسمح له بكتابة أي شئ إطلاقا ، وحجتهم أن المرض قد اشتد به أو غلبه الوجع أو أنه يهجر - حاشا له - وهذا الحزب متضامن بالكامل مع عمر بن الخطاب ، ويعرف ما يريده تماما ، ويبدو أن بينهم وبين عمر ( رضي الله عنه ) اتفاقا مسبقا ، لأن كلمة عمر إن المرض قد اشتد بالرسول أو غلبه الوجع ، أو أنه يهجر ، أو ( حسبنا كتاب الله ) لا تكفي وحدها لخلق قناعة فورية للدخول بمواجهة علنية مع النبي ، والأقرب إلى المنطق والعقل أن هنالك إعدادا مسبقا ومحكما لهذه المواجهة ، بدليل قولهم : القول ما قال عمر .
279
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 279