responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 152


وساعد على ترسيخ هذه القناعة المتولدة أصلا عن الإشاعة رسوخ فكرة أن الغالب مهما كانت وسائل غلبته بطل ، وأن البطولة والغلبة محط هوى النفس البشرية ، فقبول الناس هذه الترتيبات البديلة لأنها في جانب منها من صنع الأبطال الذين غلبوا ، والغالب على حق ، فلو لم يكن على حق لما انتصر - حسب رأيهم - فأخذوا بظاهر من القول : إن الله يؤتي ملكه من يشاء .
6 - تقديس الغلبة وتمجيد الغالب في هذا المناخ تقدست الغلبة ، وأصبحت سببا شرعيا للخلافة ، وتمجد الغالب وأحيط بهالة حقيقية من التقدير وبفيض من الطاعات ، كأنه خليفة وإمام شرعي معين بالنص أو العهد ، فاخترع ترتيب بديل مفاده : أنه لو خرج على الخليفة أو الإمام الشرعي خارج أي خارج على الإطلاق - فوقف مع الخليفة الشرعي فريق ، ومع هذا الخارج فريق ، وشب الصراع بين الفريقين ، ثم أسفر عن انتصار هذا الخارج وسيطرته على مقاليد الأمور ، فيجب التنكر عمليا للخليفة الشرعي المغلوب ، وإطاعة هذا الخارج الغالب ، وتتويجه خليفة شرعيا مكان السابق فقط لأنه غالب ، فإذا غلب وجلس في مقام الخلافة ، فيتوجب طاعته ، والانقياد له ، وتقديم واجبات الولاء له كائنا من كان ، ولماذا لا ؟ فهو خليفة رسول الله وأمير المؤمنين رسميا ، وإن كنت في شك من ذلك فاقرأ مشكورا الأحكام السلطانية صفحة 5 - 11 .
ولهذا الغالب أن يتمتع بكافة الحقوق والصلاحيات والامتيازات التي كان يتمتع بها الخليفة الشرعي المغلوب عندما كان غالبا ، فهو خليفة حقيقي الآن ، بل وبإمكان هذا الخليفة الغالب أن يعهد لمن يقود الأمة من بعده ، فهو موضع ثقة نظر المسلمين حال حياته ، وتبعا لذلك أن ينظر لهم حال موته ، وإن كنت في شك من ذلك فاقرأ صفحة 177 من مقدمة ابن خلدون تجد هذا الترتيب البديل .
وزيادة في الأمان والاطمئنان على هذا الغالب فإنه يحرم قتاله ، ويحرم الخروج عليه ، ويحرم عزله ، وله على الأمة حق الطاعة حتى ولو كان فاسقا ظالما ، وإن كنت

152

نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست