نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 151
وضعها قادة التاريخ ، اعتقدوا أنها وحدة شرعية وحقيقية ، وأن كافة الترتيبات التي بين أيديهم هي من صنع الله تعالى وحده ، فتقبلوها على هذا الأساس ، ودافعوا عنها على هذا الأساس ، وأقاموا سورا بين العقل البشري وبين الولوج إلى حرمة هذه القناعات ، مع أنها في أصلها وحقيقتها شائعات . ومن هذا الاعتقاد تكون نسيج عقيدتهم ، وشاعت خلاصة نظرتهم . 5 - اختلاط الدين بالأشخاص من المسلمات أن ذات الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هي جزء من الدين ، فيجب أن يتيقن المؤمن أن محمدا بالذات - وليس غيره - هو نبي الله ورسوله ، وأن طاعته هي طاعة لله ، ومعصيته هي معصية لله ، فالقناعة بذلك هي جزء لا يتجزأ من دين الله ، وتقرأ هذه القناعة مع الدين ، وهي منبثة في كل نصوصه . ونتيجة لترك بعض الترتيبات الإلهية ، ووضع ترتيبات بديلة ، لتسد محلها ، أشيع في ما بعد أن الذين وضعوا هذه الترتيبات البديلة هم أيضا جزء من الدين ، ويقرأ هذا الجزء مع الدين نفسه ، وحجتهم في ذلك أن القول بغير ذلك سوء ظن بأولئك الذين قادوا التاريخ السياسي بعد وفاة النبي ، وصنعوا وحققوا الانتصارات والأمجاد ، وفتحوا الممالك والبلدان بفترة زمنية قصيرة ، معتقدين أن سر العظمة بهؤلاء القادة ، لا بدين الإسلام وحده ، وكيف لا وقد صحبوا النبي ، وكانوا خلفاءه والقائمين مقامه ، وقد وحدوا الأمة طوعا وكرها ، ونقلوا لنا الدين نفسه ، وبلغونا أحكامه ، فهم عدول ، لا يجوز عليهم تعمد الشر ، ومن الواجب الاقتداء بهم ، فعملهم سنة ، ولكل واحد منهم سنة قولية وفعلية وتقريرية عند عدم وجود النص ، راجع الباب الأول من كتابنا نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام تجد توثيق ذلك . وهكذا اختلط الدين بالأشخاص اختلاطا كاملا ، وقلت الفوارق بين ما وصفه الخالق ، وما ابتدعه المخلوق ، وحشر الاثنان على صعيد واحد ، وقرءا معا !
151
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 151