نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 116
ومضى أصحاب الرأي قدما بعد أن وطدوا الأمور لأنفسهم ، ومرة ثانية قدم أهل البيت الكرام الأهم على المهم فعارضوا برفق إشفاقا على الملة . وفي ظلال السلطة وأمام معارضة أهل البيت : وتمسكهم بالشرعية ، فقدت السلطة ثقتها بهم ، فقدمت اللاحق على السابق ، وقدمت الطليق على المهاجر ، والأبعد على الأقرب ، فقويت شوكة السلطة ، والتف المنتفعون بها حولها ، وبنفس الحجم والمقدار ضعف أهل البيت وانفض الناس من حولهم ، وساعد على ذلك أن الله تعالى قد أذهب الرجس عن أهل البيت ، فهم لا يطلبون النصر بالجور ، ولا يطمعون بالحكم إلا بالشرع وبوسائله . ما حال بين رسول الله وكتابة ما أراد هو الغلبة ، وما نحى أهل البيت عن حقهم بقيادة الأمة إلا الغلبة ، وما قدم الأبعد على الأقرب والطليق على المهاجر إلا بحكم الغلبة ، لكنها غلبة غير مكشوفة ، وغلبة منظمة حتى كشرت الغلبة عن أنيابها وظهرت على حقيقتها ، وأدرك معاوية بن أبي سفيان أن الأمر لمن غلب . وأدركت الأمة أو الأكثرية الساحقة من الأمة أن مصلحتها تتحقق بوقوفها مع الغالب ، فوقفت مع الدنيا المقبلة العاجلة ، وتركت الآخرة المدبرة الآجلة . ومن ذلك التاريخ ومنذ انتصار القوة على الشرعية ، أطاعت الأمة من غلب ، وترسخ انتصار الرأي واندحار الشرعية ، فالسلطة رفعت دائما شعار الرأي الذي سمي بالاجتهاد في ما بعد ، ورفعت شعار الشرعية بالقدر الذي يزين رأيها ويضفي عليه الشرعية ، أو يساهم بخلق القناعة فيه ، وذلك محافظة منها على السلطة ووحدة السلطة ، لاقتناعها أن وحدة السلطة هي التعبير الحقيقي عن وحدة الأمة . ومن هنا وعلى ضوئه تجد التفسير الحقيقي والمنطقي لكل تصرف قامت به السلطة السياسية طوال التاريخ . راجع كتابنا نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام - الباب الثاني . أما أهل البيت الكرام فالشرعية مطلبهم ، والشرعية المطلقة غايتهم .
116
نام کتاب : الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 116