responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 166


هي أكبر بكثير من حاجة الأئمة الذين سبقوه وذلك يعود سببه إلى حجم المغريات والفتن التي سوف يلاقيها في عصره والتي تتضاءل أمامها الفتن والمغريات التي تعرض لها سابقوه . كما أن الدور الذي سوف يلعبه المهدي في واقع المسلمين هو دور عالمي شامل سوف ينتج عن القيام به مواجهة شاملة مع العالم بأكمله .
فمهمته مهمة دولية وليست إقليمية كحال من سبقوه . .
ووجود هذا الإمام من خارج دائرة العصر إنما هو أمر له دلالة كبيرة وهامة ترتبط بطبيعة مهمته وعظيم دوره . فكونه من خارج العصر يمنحه قدرة على المواجهة والتحدي والثبات لا تتوفر في أهل العصر . فهو قادم من عالم آخر لا وجود فيه للمقاييس المادية وإنما مقاييسه إيمانية بحتة . .
وهو خال من شوائب العصر ومتعلقاته ومؤثراته وهذا من شأنه أن يحول بينه وبين التأثر به والميل غليه . .
ولو تصورنا أن الإمام المهدي يعيش بيننا ويعرفه الناس كما كانوا يعرفون الأئمة من قبله لكان أمر ظهوره معروف للجميع خاصة القوى المعادية المرتبطة به وبالتالي انتفى عنصر المفاجأة واندفعت هذه القوى لتسعى وراءه من أجل القضاء عليه .
وهذا يحول بينه وبين الإعداد والبناء للقضاء عليها . .
لقد مهد الأئمة الإحدى عشر للمهدي وهذا التمهيد هو الرصيد المتبقي في واقع الأمة والمتمثل في منهج آل البيت . فمن ثم فإن غيبة الإمام المهدي لا تعني غيبة خط آل البيت فهو باق يهيئ الأمة لاستقباله والسير من وراءه . .
أن الغيبة هي مدد معنوي للمؤمنين الملتزمين بخط آل البيت على مر الزمان .
ولو كان المهدي قد ظهر ومات كمن سبقوه لتوقف هذا المدد ولفقدت الأجيال اللاحقة تلك الدفعات الإيمانية التي تتولد من حالة الانتظار ليوم الخلاص من الظلم والفساد على يد الإمام المنتظر . .
لو لم تكن هناك غيبة ولا انتظار لكان حال المؤمنين أشبه بالقطيع السائب الذي لا أمل له في تغيير أو إصلاح أو رقي . وهو ما يعيشه الطرف الآخر الذي فقد قيمة الانتظار وسقط ضحية الولاءات المتعددة للحكام تارة وللفقهاء تارة وللجماعات تارة أخرى إن اليأس من إمكانية التغيير والمواجهة مع القوى الطاغوتية المستكبرة في

166

نام کتاب : الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة نویسنده : صالح الورداني    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست