عكرمة غير مقبول لتعارضه مع روايات صحيحة صريحة كما سبق في أن أهل البيت هم أصحاب الكساء . وثانيا ما هو الذي حرك عكرمة وأثار غضبه حتى ينادي في الأسواق للمباهلة ؟ . هل حباً في أزواج النبي أم بغضاً لأصحاب الكساء ؟ ! وما هو الداعي للمباهلة إذا كانت مسلمة أنها في أزواج النبي ( ص ) ؟ ! أم كان الرأي العام والسائد أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين ؟ ! أم كان الرأي العام والسائد أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين ؟ ! بل هو كذلك . ويدل على ذلك فحوى كلامه : ( ليس بالذي تذهبون إليه ، إنما هو نساء النبي ) ( 1 ) وهذا يعني أن الآية كانت واضحة عند بقية التابعين أنها في - علي وفاطمة والحسن والحسين - عليهم سلام الله . كما أننا لا يمكن أن نقبل عكرمة حكماً وشاهداً في هذا الأمر لما عُرف عنه من شدة العداء لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) فهو من الخوارج الذين قاتلوا علياً ، فكان عليه أن يقول أنها نزلت في نساء النبي ( ص ) ، لأنه لو أقر في نزولها فيعلي ( ع ) يكون حكم بنفسه على مذهبه وهدَّ أسس عقيدته التي سوغت له ولأصحابه الخروج على علي ( ع ) . وغير ذلك من اشتهار عكرمة بالكذب على ابن عباس حتى أن ابن المسيب كان يقول لمولى له اسمه برد : لا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على ابن عباس ، وفي ميزان الاعتدال أن ابن عمر قال ذلك أيضاً لمولاه نافع . وقد حاول علي بن عبد الله بن عباس صد عكرمة وردعه عن ذلك ، ومن وسائله التي اتخذها معه أنه كان يوقفه على الكنيف ليرتدع عن الكذب على أبيه ، يقول عبد الله بن أبي الحرث : ( دخلت على ابن عبد الله بن عباس