. . . ذهب إليه أحد السودانيين وأحضره إلى المجلس ، وقد استغل الشيخ هذه الفرصة ، بقراءة أحاديث كثرة يحفظها عن ظهر قلب ، وكان موضوعها أفضلية بعض البلدان على بعض وخاصة الشام ودمشق ، وقد أخذ هذا الموضوع حوالي نصف ساعة - وهو موضوع لا جدوى فيه - ، وقد تعجبت منه كثيراً كيف لا يستغل هذا الظرف ، وقد أعاره الجميع عقولهم بحديث يستفيدون منه في دينهم ودنياهم ، ثم قال : إن دين الله لا يؤخذ بالحسب والنسب ، وقد جعل الله شرعه لكل الناس ، فبأي حق نأخذ ديننا من أهل البيت ؟ ! وقد أمرنا رسول الله ( ص ) بالتمسك بكتاب الله وسنته وهو حديث صحيح لا يستطيع أحد تضعيفه ، ولا يوجد عندنا طريق آخر غير هذا الطريق . وضرب بيده على ظهر عادل وقال له : يا ابني ، لا يُغرنك كلام الشيعة . استوقفته قائلاً : - سماحة الشيخ ، نحن باحثون عن الحق ، وقد اختلط علينا الأمر وجئنا كي نستفيد منك عندما عرفنا أنك عالم جليل ومحدث وحافظ . قال : نعم . قلت : من البديهيات ، التي لا يتغافل عنها إلا أعمى أن المسلمين قد تقسموا إلى طوائف ومذاهب متعددة وكل فرقة تدعي أنها الحق وغيرها الخطوط المتناقضة ؟ ! هل أراد الله لنا أن نكون متفرقين ، أم أراد أن نكون على ملة واحدة ، ندين الله بتشريع واحد ؟ ! وإذا كان نعم ، ما هي الضمان التي تركها الله ورسوله لنا لكي تُحصن الأمة من الضلالة ؟