مع العلم أن أول ما وقع الخلاف بين المسلمين كان بعد وفاة رسول الله ( ص ) مباشرة ، فليس جائز في حق الرسول أن يترك أمته من غير هدى يسترشدون به . قال الشيخ : إن الضمانة التي تركها رسول الله لتمنع الأمة من الاختلاف قوله ( ص ) : ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وسنتي ) . قلت : لقد ذكرت قبل قليل ، في معرض كلامك قد يكون هناك حديث لا أصل له غير مذكور في كتب الحديث . قال : نعم . قلت له : هذا الحديث لا أصل له في الصحاح الستة ، فكيف تقول به ، وأنت رجل محدث ؟ . . . هنا ، شبت ناره ، وأخذ يصرخ قائلاً : ماذا تقصد ، هل تريد أن تضعّف هذا الحديث . تعجبت من هذه الطريقة ، وعن سبب هيجانه ، مع أنني لم أقل شيئاً . فقلت : مهلاً ، إن سؤالي واحد ومحدد ، هل يوجد هذا الحديث في الصحاح الستة ؟ قال : الصحاح ليست ستة ، وكتب الحديث كثيرة ، وإن هذا الحديث يوجد في كتاب الموطأ للإمام مالك . قلت ( متوجهاً إلى الحضور ) : حسناً ، قد اعترف الشيخ أن هذا الحديث ، لا وجود له في الصحاح الستة ، ويوجد في موطأ مالك . . فقاطعني ( بلهجة شديدة ) قائلاً : شو ، الموطأ مو كتاب حديث ؟ قلت : الموطأ كتاب الحديث ولكن حديث : ( كتاب الله وسنتي ) مرفوع في الموطأ من غير سند - مع العلم أن كل أحاديث الموطأ مسندة - .