بعد أهل السنة عن نهج أهل البيت وتقوقعهم على رواياتهم الخاصة ، ويستحيل أن يعرف الله بغير الطريق الذي حدده ، فلا يمكن معرفته بروايات كعب الأحبار ، ووهب ابن منبه ، وأبو هريرة . . . . وغيرهم . وإن الذي يؤسفني هو حرمان أهل السنة أنفسهم من هذا الكم الهائل من المعارف الإلهية التي رواها الثقات عن أئمة الطهر ومعادن الحكمة الإلهية ، ولو أنهم اطلعوا على قليل منها لما أتوا بهذه الأفكار المخزية . صدق أبو عبد الله الحسين عليه السلام عندما قال : نحن حزب الله الغالبون وعترة رسول الله صلى الله عليه وآله الأقربون وأهل بيته الطيبون وأحد الثقلين اللذين جعلنا رسول الله صلى الله عليه وآله ثاني كتاب الله تبارك وتعالى ، الذي فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والمعول علينا في تفسيره ، لا يبطينا تأويله بل نتبع حقائقه ، فأطيعونا ، فإن طاعتنا مفروضة ، أن كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة ، قال الله عز وجل ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله ) . وقال : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذي يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً ) ( 1 ) . وإليك في هذا المقام قليلاً من الروايات حتى تعلم أن إلهاً كما صفه أهل البيت لا تقع عليه الرؤية : روى الطبرسي في خطبة عن علي ( ع ) قال : ( دليله آياته ، ووجوده إثباته ، ومعرفته توحيد ، وتوحيده تمييزه من خلقه ، وحكم التمييز بينونة صفة لا بينونة عزلة . إنه رب خالق غير مربوب مخلوق ، كل ما تصور فهو بخلافه ) ( 2 ) .