وأفضل اللذات في أفضل الدارين . ويحتمل أن تكون ( الأبصار ) أبصار الكافرين لأن الله وعد المؤمنين برؤيته . هذا كلام أقل من أن يحتاج إلى النقاش ، لأن مجرد الاحتمال لا يمنع الظهور ، والاحتمال يمكن أن يرد على كل شيء ، وواضح أن طرح الاحتمالين لإثارة الشك . والذي دفعه لذلك الأحاديث المكذوبة التي آمن بها ، وهي تثبت الرؤية . أما الرازي فلم تسلم هذه الآية من تشكيكاته التي عمت كل شيء فقال في تفسيره الكبير ص 124 : ( احتج أصحابنا بهذه الآية على أنه تعالى تجوز رؤيته وأن المؤمنين يرونه يوم القيامة بوجوه عدة منها : آ - أن الآية في مقام المدح ، فلو لم يكن جائز الرؤية لما حصل التمدح بقوله ( لا تدركه الأبصار ) ألا تر أن المعدوم لا تصح رؤيته كما الروائح والطعوم والإرادة ولا مدح في شيء منها بذلك ، لأن الشيء إذا كان معدوما في نفسه بحيث تمتنع رؤيته فلا يلزم من عدم رؤيته وعند إدراكه مدح ، أما إذا كان في نفسه جائز الرؤية ثم أنه قدر على حجب الأبصار عن رؤيته وعن إدراكه ، كانت هذه القدرة الكاملة دلالة على المدح والعظمة ، فتثبت أن هذه الآية دالة على أنه تعالى جائز الرؤية بحسب ذاته . ويلاحظ على هذا الكلام أن فيه قياس الرب على الخلق وهو تعالى ( ليس كمثله شئ ) . . هذا أولاً : ثانياً : لو كان المدح دليلاً على الجواز ، فليكن في مثل قوله تعالى : ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ) الإسراء 111 . فهل الشريك والولد وولي الذل جائز على الله تعالى ؟ ! فالملازمة ممنوعة كما هو واضح ، فإذن يمدح أيضاً على الغير جائز .