ب - ( إلى ربها ناظرة ) يقابلها قوله ( تظن أن يفعل بها فاقرة ) . وبما أن الآية الرابعة ( تظن أن يفعل بها فاقرة ) واضحة المعنى تكون قرينة على المراد من الآية الثانية ( إلى ربها ناظرة ) فإذا كان المقصود من الآية الرابعة أن الطائفة العاصية تظن وتتوقع أن ينزل بها عذاب يكسر فقارها ويقصم ظهرها ، يكون ذلك قرينة على أن الطائفة المطيعة تكون مستبشرة برحمته متوقعة لفضله وكرمه ، لا النظر لذاته وهويته سبحانه وإلا لخرج المتقابلان عن التقابل وهو خلف . ( يجب أن يكون المتقابلان - بحكم التقابل - متحدي المعنى والمفهوم ولا يكونان مختلفين في شيء سوى النفي والإثبات ) ( 1 ) . وبهذه المقابلة تكون الآية واضحة الدلالة غير متشابهة ، ولا سيما أن الآيات الشريفة تتحدث عن المواقف ، فما غير الثواب والرحمة يرتجى . وإلى هذا تشير جملة من الأخبار مثل ما ورد في توحيد الصدوق عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( وجوهٌ يومئذٍ ناظرة إلى ربها ناظرة ) يعني مشرقة تنتظر ثواب ربها ( 2 ) . وبهذا عرفنا أن رؤية الله سبحانه ووقوع النظر إلى ذاته خارج عن إطار هذه الآية بكلا الاحتمالين ، فسواء كان المعنى من ( ناظرة ) الانتظار تسقط دلالة الآية على الرؤية ، وإذا كان بمعنى الرؤية فهي كناية عن النظر إلى رحمة الله ، مثلاً يقال : فلان ينظر إلى يد فلان . وهذا سائد في التعبيرات العرفية ، وعلى هذا قول الشاعر : إني إليك لما وعدت لناظرٌ نظر الفقير إلى الغني الموسر