وإذا نظرت إليك من ملك والبحر دونك زدتني نعما أي : وإذا انتظرتك . وقال حسان بن ثابت : وجوه يوم بدر ناظرات إلى الرحمن يأتي بالفلاح أي : منتظرات . . وهو كثير الاستعمال . وقد عدى القرآن الكريم اسم الفاعل ( ناظرة ) بالباء في قوله تعالى : ( فناظرة بم يرجع المسلمون ) النمل . ومعنى هذا الكلام أن ( ناظرة ) تتعدى بنفسها وبالحرف . 2 - أما أن الانتظار فيه تنقيص ، ولا يناسب أهل الجنة . . نتساءل ، من أين عرف أن الآيات تتحدث عن الجنة ؟ بل هي ظاهر في الموقف - الحساب - بدلالة السياق ( تظن أن يفعل بها فاقرة ) فالآيات تحكي عن أحوالهم قبل دخولهم إلى مستقرهم ومأواهم ، لأنهم إن دخلوا النار فقد فعل بهم الفاقرة يقيناً . فمعنى الانتظار ، وارد جداً ، ولا سيما أنه استعمال حقيقي في لسان العرب فلا يحق للأشعري أن يصادر هذا المعنى فإذا قلنا ( النظر ) بمعنى الانتظار ، فذلك ينفي الرؤية الحسية لله سبحانه ، وإذا قلنا أن ( النظر ) بمعنى الرؤية فيكون المراد منه الاستعمال المجازي ، وقد قرر هذا الاستخدام الشيخ السبحاني ، وذلك بتقدير حذف مضاف ( إلى ثواب ربها ناظرة ) ويبرر هذا التقدير حكم العقل بعد المقابلة بين الآيات ، فالآية الثالثة تقابل الآية الأولى ، والآية الرابعة تقابل الثانية ، وعند المقابلة يرفع إبهام الثانية بالآية الرابعة ، وإليك تنظيم الآيات حسب المقابلة : آ - ( وجوه يومئذ ناضرة ) يقابلها قوله ( وجوه يومئذ باسرة ) .