وقال بإسناده . . إن عبد الله بن عمر بن الخطاب بعث إلى عبد الله بن عباس يسأله : هل رأى محمد ( ص ) ربه ؟ فأرسل إليه عبد الله بن عباس : أن نعم . فرد عليه عبد الله بن عمر رسوله عن كيف رآه ؟ قال : فأرسل أنه رآه في روضة خضراء دون فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربة من الملائكة . لك في صورة رجل وملك في صورة ثور وملك في صورة نسر وملك في صورة أسد ) ( 1 ) . وهذا غيض من فيض ، ونكتفي بهذا القدر من عقائد الحنابلة ومن لف لفهم ، في صفات الله سبحانه وتعالى ، وتجاوزنا بقية معتقداتهم الأخرى ، وما ذكرناه كاف لفضح عقائدهم . وعندما رأى بعض الحنابلة قبيح ما صنعوا حاولوا أن يبرروا ذلك ويتذرعوا بقولهم : بلا كيف . وقد اعتمد الأشعري هذا التبرير ، فيقول في كتابه الإبانة ص 18 : 0 إن لله سبحانه وجههاً بلا كيف ، كما قال : ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وإن له يدين بلا كيف ، كما قال ( خلقت بيدي ) . وقد صدق فيهم قول الشاعر : قد شبهوه بخلقه وتخوفوا شنع الورى فتستروا بالبلكفه ( 2 ) ومن الواضح لكل صاحب عقل سليم أن هذا التبرير لا يغير في وجه القضية لأن الجهل بالكيفية لا يفيد شيئاً ، ولا يرجع إلى معنى صحيح وهو أقرب على الإبهام والألغاز ، لأن إثبات هذه الألفاظ بمعانيها الحقيقة هو عين إثبات الكيفية لها ، لأن الألفاظ قائمة بنفس كيفيتها ، وإجراء هذه الصفات