ثم أثبتوا لله ثقلاً ووزناً ولذلك يسمع الكرسي صوت أطيط إذا جلس عليه ، وإذا لم يكن له وزن فما معنى الأطيط ؟ روى عبد الله بن أحمد بن حنبل بإسناده عن عمر قال : ( إذا جلس على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد ) ( 1 ) أي كصوت سرج الناقة بالراكب الثقيل . وقال بإسناده إلى عبد الله بن خليفة قال : ( جاءت امرأة إلى النبي ( ص ) فقالت : ادع الله أن يدخلني الجنة ، قال : فعظم الرب ، وقال : وسع كرسيه السماوات والأرض ، إنه ليقعد عليه فما يفضل منه غلا قيد أربع أصابع وإن له أطيطاً كأطيط الرحل إذا رُكب ) ( 2 ) . وزاد بن خزيمة : ( من ثقله ) ( 3 ) . وتكتمل الصورة الدرامية بذلك فيكون الله إنساناً له من الصفات ما للإنسان من جسمية ومحدودية وأعضاء وتراكيب ، وهذا هو الظاهر وإن تنكروا عليه بل صرحوا بأكثر من ذلك : جاء في الحديث خلق الله آدم على صورته طوله سبعون ذراعاً . ويثبتون له إمكانية الرؤية والنظر إليه ، كما روى ابن خزيمة بإسناده إلى ابن عباس أن النبي ( ص ) قال : ( رأيت ربي في أحسن صوره ، فقال : يا محمد ، قلت : لبيك وسعديك ، قال : فيما يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : يا رب لا أدري ، قال : فوضع يده بين كتفي ، فوجدت بردها بين ثديي ، فعلمت ما بين المشرق والمغرب ) ( 4 ) .